نافذة على الصحافة

"كارثة منى" جريمة وليست تقصير



نشر موقع وكالة "فارس" الايرانية مقالالً سلط فيه الضوء على الكارثة الانسانية التي سببها تقصير آل سعود، لا بل افتعالهم لجريمة بحق ضيوف الرحمن في مكة.

قال الموقع "ليس بخاف على احد مدى التقصير من جانب المسؤولين السعوديين المعنيين في حادثة منى الكارثية التي راح ضحيتها وأصيب فيها عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام.. ولكن الذي نتصوره بأن القضية ترتقي الى مستوى "جريمة" بما للكلمة من معنى من خلال مراجعة بسيطة لمسلسل الاحداث التي أدت الى وقوع هذه الكارثة المهولة".

وأضاف الموقع وبناء عليه، فان الامر يستوجب محاسبة ومعاقبة الجهات المسؤولة في السعودية عن هذه الكارثة الكبرى وليس الاقتصار على عزل بعضهم في إطار اجراء ترقيعي باهت لا يرقى الى مستوى الحدث.. فمن بديهيات الامور التي لا نقاش فيها توفير الانسيابية لحركة الحجاج في اداء المناسك في ضوء العدد الهائل للحجاج المجتمعين في أماكن محددة، وأن غلق الطريق في مشعر منى أمام الحجاج المتوجهين لرمي الجمرات، لا يمكن تبريره باي حال من الاحوال ومهما كان السبب فيه، لان تدفق الجموع البشرية سيؤدي بالتاكيد الى التراكم والضغط والسقوط إثر الزحام الشديد".

وحتى لو كان غلق الطريق مبرراً فمن الضروري بالتأكيد فتح مخارج فرعية تخفف الضغط وتمنع الزحام ومن ثم الكارثة.

ووفقا لتقرير للتلفزيون الايراني الذي بث تصريحات عدد من الحجاج الايرانيين الذي عادوا ضمن القافلة الاولى الى البلاد، وكانوا في صلب الحدث وعاشوا لحظاته الرهيبة، فقد رووا هول ما حدث لهم ولفتوا الى ان فرق الاغاثة والانقاذ السعودية تاخرت عن المجيء ما بين 3 الى 4 ساعات فيما الجموع البشرية كانت تئن بشدة من وطأة الزحام وسط الحر الشديد وعدم توفر المياه.

وما يدعو لشديد الاسف أن فرق الاغاثة السعودية التي وصلت الى مكان الحادث تعاطت مع الامور بتقاعس واضح وإهمال بيّن ولم تبد الاهتمام اللازم بما يتناسب مع مستوى الحدث من الحرص على أرواح الحجاج والاسراع في ذلك لانقاذ أكبر عدد منهم، وفق ما ذكره الموقع.

وقد لفت الحجاج الى مبادرات فردية من قبل البعض الاخر من الحجاج الذين كان بإمكانهم تقديم شيء من المساعدة للتخفيف من الضغط البشري الهائل عن أخوتهم.

ولفت الموقع الى أنه "ويضاف الى التقاعس، ضعف المشاعر الانسانية الى حد الغثيان لدى البعض من كوادر فرق الانقاذ هذه، فبشهادة الحجاج الايرانيين المتحدثين أن البعض منهم كانوا خلال عملهم يرتقون أجساد الحجاج القتلى بـ "بساطيلهم" دون إيلاء أدنى احترام لهم".

كما روت حاجة ايرانية بأنها كانت تتوسل بأفراد من كوادر الانقاذ يمرون من قربها للعمل على تخليصها وإنقاذها، الا أنهم لا يكترثون لها ويقولون بأنهم لم يتناولوا الغداء بعد!! فهل وصلت المشاعر الانسانية لدى هؤلاء الى هذا المستوى المنحط من البهيمية ليتصرفوا هكذا مع حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن؟

وروى أحد الحجاج الايرانيين ويعمل طبيبا بأنه لولا سوء إدارة الحادث لانخفض عدد الضحايا الى حد كبير، لان الكثير ممن قضوا كانوا بحاجة الى مساعدة ولو بسيطة من شربة ماء أو تهوية وتخفيف من شدة الحر، ولو تدخلت فرق الانقاذ بالسرعة اللازمة لكان بالامكان معالجة الكثير من هذه الامور.

وذروة الاستخفاف بحياة الانسان وكرامته في مشهد الكارثة وقوف البعض من رجال الشرطة الذين كانوا متواجدين في المكان مستهزئين بالحجاج في وضعهم المأساوي هذا، إذ لم يحركوا ساكناً في مساعدتهم بل غادروا المكان وكأن شيئاً لم يحدث.

كما وردت في هذا السياق أنباء تفيد بأنه تم رفع الكثير من الجثامين من على الارض بواسطة "الشفلات" ومن ثم نقلت بواسطة الشاحنات وكأن هؤلاء ليسوا بشراً.

ولا بد من القول بأن كل المحاولات التي قام بها الاعلام الماجور لاتهام الحجاج الايرانيين أو آخرين بالحادث قد فشلت أمام الوقائع الجلية التي لا يمكن إنكارها البتة، وأن المسؤولية ملقاة على عاتق الجهات السعودية المعنية بالكامل.

ختم الموقع بـ "وأمام هذه الحقائق، فإن ما ينبغي هو التفكير جديا بكيفية إدارة الحرمين الشريفين ومناسك الحج، وإذا كانت السلطات السعودية عاجزة وغير جديرة بتحمل المسؤولية، فلتوكل الامور الى إدارة إسلامية تخطط وتدير وتعالج القضايا، منعا لحدوث مثل هذه الكوارث التي بلغت هذا العام أوجها بسقوط رافعة الانشاءات في الحرم المكي ومن ثم كارثة منى في يوم العيد الذي تحول الى عزاء للمسلمين".

مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=26672