تحقيقات وتقارير

هل حان الوقت لهدم الاقصى؟


تخطيط اليهود لهدم المسجد الأقصى، عملية مستمرة منذ احتلال القدس عام 1967, يقوم بها عدد من المنظمات الصهيونية المتطرفة المدعومة مالياً من الغرب وأمريكا لإقامة "هيكل سليمان المزعوم" مكان المسجد، وكانت أول محاولة صهيونية لتنفيذ المخطط، عملية إحراق الأقصى عام 1968.

تنفيذاً للمخطط وضمن سياسة منهجية، تقوم جرافات سلطة الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفر وهدم، تحت الأقصى بزعم البحث عن "الهيكل"، لكن حقيقة التنقيب هي هدم المسجد وبناءالهيكل المزعوم مكانه.

ومنذ ذلك الحين، تشهد مدينة القدس المحتلّة تصعيداً خطيراً، جرّاء تنفيذ المستوطنين الإسرائيليين اقتحامات شبه يوميّة للمسجد الأقصى، متزامنة أو غير متزامنة مع ما يسمى "الأعياد اليهودية"، حيث تحاول سلطات الاحتلال فرض تقسيم زماني ومكاني في باحات المسجد بين اليهود والمسلمين، بحيث يُخصّص أوقات وأماكن مُعيّنة لليهود لإقامة صلواتهم المزعومة فيها، فيما يُحدد أوقات وأماكن أخرى للمسلمين للصلاة في المسجد.

هذه الاقتحامات لم ولن تمر مرور الكرام بالنسبة للمقدسيين وخاصة المرابطين في الاقصى، أمّا بالنسبة للزعماء العرب فهم مشغولون بـ"القضية السورية" في أروقة الأمم المتحدة، وسلاحهم يتجه لتدمير دول "شقيقة" بحجج لاتمت الى الحقيقة بصلة، والمقولة التي تفرض نفسها الان "تدمير اليمن وسورية ما يهمنا الان، أمّا الأقصى فهو شأن ثانوي خاضع لمعايير أقل شآناً، يكفيه الاستنكار والتنديد، الا ان بعضهم وصلت به العنترية العربية الى التهديد بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال، باعتبار أن علاقاته مع المعتدين على الأقصى وثيقة، لكنه تراجع عن التهديد الذي لم يعمر طويلاً ؟!

وكنموذج على ذلك خرج المتحدث باسم الديبلوماسية الاردنية يرعد ويزبد أمام المجتمع الدولي، ليس نصرة للأقصى أو عدم التعدي على شرعيته ووصايته عليه، إنما ليبرر تحالفه مع آل سعود في عدوانه على الشعب اليمني تحت عنوان "حماية الشرعية"، وكان نائب رئيس "الكنيست" موشيه فيجلين قائد الاعتداءات الاخيرة على الاقصى، قدم مقترحاً بنزع الوصاية الأردنية عن الأقصى وإخضاع المسجد للسيادة الإسرائيلية..

وتستمر منذ أيام حملة صهيونية عنيفة على الاقصى، حدثت خلالها مواجهات بين المدافعين عن حرمة الاقصى من جهة، وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، تخللها إطلاق قنابل "غازالفلفل السام" والصوت بكثافة، واستخدام السلاح الحي بموافقة من "الكنيست الصهيوني" باتجاه المصلّين المرابطين في المسجد، الأمر الذي أدى لاندلاع حرائق داخل المسجد وعلى بواباته، كما أدت الى إصابات عديدة في صفوف الفلسطينيين، إضافة الى اعتقالات نفذتها قوات الاحتلال لم تستثني شاباً أو شيخاً أو إمراءة. 

وفي حديث خاص لموقع الاعلام تايم قال أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة دمشق محمد خير العكام إن "اسرائيل سوف تصل إلى هدفها بهدم الأقصى إذا بقيت الأمة العربية والإسلامية صامتة أمام الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق الأقصى يومياً".
وأضاف العكام إن "استمرار الممارسات الإسرائيلية في ظلّ غياب موقف عربي جاد، سيمنح كيان الاحتلال فرصة كبيرة تمكنها من فرض وقائع جديدة في الأقصى.

خطط الصهاينة منذ مئات السنين لهدم المسجد الاقصى واستبداله بالهيكل المزعوم فهل حان الوقت لذلك؟

عروب خليل_مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=26589