نافذة على الصحافة

ثلاثون يوماً إلى "جنيف 2" والتسويات رهن الوقت


لفتت صحيفة (السفير) إلى مجموعة نقاط انهارت وليست في مصلحة طاولة الحوار السورية، أولها انهيار مفاوضات اليرموك التي استمرّت شهرين لفرض الهدوء في المخيم، هدنة أخرى في المعضمية، لاقت مصيراً مشابهاً، فيما تراجعت أخبارمصالحات أخرى محتملة في الأسبوعين الأخيرين، وذلك بعد شهرين تقريباً من حملات رسمية لاستعادة مجنّدين هاربين، وتسليم مسلحين أسلحتهم، وتمديد عفو رئاسي بهذا الشأن، وعمليات مهادنة في أرياف متفرقة من البلاد.

وبحسب (السفير) فإن كثيرون عزو ذلك إلى أوامر خارجية، ويضاف إلى هذا التحليل عامل آخر يتمثل في محاولة إحداث تغيير ميداني في خريطة موازين القوى وتوزعها، ويبدو أن شغل المسؤولين السوريين، حسب قول تقرير السفير، الشاغل هو تحميل السعودية، ليس فشل إمكانية التسوية الكبرى في جنيف، وقبلها تسويات صغرى، كما في المصالحات المحلية، بل أيضاً كل أبعاد المعركة في سورية، والتي يشكل وجود تنظيم "القاعدة" ومجموعاته عنصراً أساسياً فيها.

أضافت الصحيفة، بأن السياسة السعودية التي لا تتبرأ من التهم الموجهة إليها دفعت رئيس مجلس الشعب السوري شاكر لحام إلى اتهام الرياض "باتباع سيــاسة ممنهجة لنشر فكر التكــفير الوهــابي"، مطالباً بـ"تكفير بعض أئمتها".

ونقلت السفير عن مسؤولين"لم تحدد من هم" أن حالة المواجهة هذه، تتعدى تلك التي تجري ديبلوماسياً وإن تمتعت بالزخم السياسي الكافي لعقد جنيف في موعده، إنها ستكون عنيفة ودموية أكثر من الاعتيادي. ويعلل أحدهم لـ(السفير) "أن الطرفين يريدان" رسم ملامح المؤتمر على الأرض، وفي الميدان "إلا أن الدولة تتفوق على خصومها بعامل الوقت".

الأمرالذي سيدفع بالطرف الآخر إلى استخدام طاقته القصوى ميدانياً، بما في ذلك "الاستهداف العشوائي، والاستنزاف العسكري، واستهداف استراتيجي للبنية التحتية، على أمل تحقيق إنجازات طارئة».

ومن بين هذه الإنجازات يمكن "الاستيلاء على مناطق جديدة، أو محاولة استعادة مناطق قديمة محررة، وزيادة حجم الضغط النفسي على المدن الكبرى عبر قصف الهاون".

أما في حال نجح "جنيف 2" في الانعقاد، تحت ضغط الرصاص والنار، فإن أكثر المتفائلين في دمشق يبقى متشائماً، إلى حد ملحوظ، وذلك لعاملين، الأول عسكري - أمني، والثاني سياسي - ديموغرافي.

حسب تقرير السفير، يرى مراقبون كثر، ممن عايشوا الأزمة السورية من بداياتها، أن طبقات الحرب العديدة تبدو حتى اللحظة عصية على أي اختراق داخلي.

وتلك الطبقات تقسم إلى أربع، الأولى الطبقة الأهلية وهي طبقة المتصارعين الأخوة، والثانية هي طبقة التحالفات الإقليمية للمتصارعين السابقين، والثالثة هي التحالفات الدولية لهؤلاء ورعاتهم الدوليين والإقليميين، أما الرابعة فهي التنظيمات "الجهادية" والإسلامية التي لا تتبع سوى أيديولوجيتها المدمرة.

لذا تبدو فكرة "الدعوة الى وقف إطلاق نار أو إطلاق معتقلين" قبيل المؤتمر، بمثابة مزحة بالنسبة لكثيرين. ما الحل؟ يأتي الجواب بـ"مكافحة الإرهاب وذيوله وارتباطاته حتى النفس الأخير"، وهو هدف ترغب دمشق وموسكو وطهران في اعتماده عنواناً لـ"جنيف 2".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=2629