بطل من سورية

حماة الديار: صمودنا عنوان.. ودفاعنا واجب.. وتمسكنا بأرضنا وعرضنا شرف


كان وما زال وسيبقى قدر سورية الصمود في الحروب حيث قدمت وما زالت تقدم الشهداء على مذبح الكرامة والسيادة والوجود الإنساني، وما زال أبطالها يسطرون أروع ملاحم البطولة والرجولة ضد أعتى وأشرس الحروب في تاريخ البشرية.

“حدث في مدرسة المشاة"

يونس غسان محرز / ملازم مجند / من قرية بيت ناعسة التابعة لمنطقة صافيتا في محافظة طرطوس، التحق لأداء واجبه منذ ثلاث سنين ونصف تقريبا، لم يتخلف عن مهمته وتأجيل خدمته ولا يوم، كان حماسياً مندفعاً وهو الخريج من كلية الحقوق وكان يتدرب عند محامن لكن ما إن ناداه الواجب أبى التأجيل والتريث واندفع بكل روح الشباب وبكل وطنية وروح معنوية عالية، وكان دائما يقول لأهله ” إن تأخرت أنا وغيري فمن سيخدم البلد ويدافع عنه..؟” هذا ما أخبرنا به والده المهندس غسان محرز مضيفا: التحق يونس  بمدرسة المشاة بحلب  وبعد شهرين بدأ الحصار واستمر ستة أشهر، قاتل جيشنا الباسل المسلحين في الخنادق ضمن المدرسة وكانوا /50/ جندياً وكلهم  خريجو جامعة، وفي 14/12/2012 بدأ اجتياح المسلحين لمدرسة المشاة وانسحب بواسلنا بعد أن انقطعت بهم جميع سبل الإمداد، حيث كان الإرهابيون يستولون على كامل المدخرات الموجودة،وكل من يتحرك داخل المدرسة يقنص.

وفي مبنى الزراعة

وتابع الوالد محرز: من نجا من مدرسة المشاة تم فرزه لحواجز دفاع / خط دفاع أول / عن مشفى الكندي وآخر عن مبنى الزراعة، ففي الزراعة تحاصر يونس ورفاقه أربعة  شهور وكان عددهم 70 مقاتلا لم ينج منهم سوى عدد قليل بعد أن اقتحم المسلحين المبنى بقذيفة هاون دمرته بالكامل ، طمر عدد كبير من بواسلنا بالرمل، وبقي يونس فاقدا للسمع ثلاثة أيام.

ملاحم بطولية في سجن حلب

انسحب بواسلنا  من الحفر الموجودة في الجدران وعلى بطونهم وفي جيوبهم كسرة خبز أكلته العفونة  ليصلوا إلى السجن، تعرضوا إلى /18 / هجوما ودامت فترة الحصار سنة وثلاثة شهور، وعدد المدافعين من أبطالنا /300 / جنديا ،  ونجا يونس أربع مرات من الموت بأعجوبة، وفي آخر يوم حصار دخل السجن أربع انتحاريين  فانتبه أبطالنا أن بيدهم جهاز فأردوهم أرضا على الفور، وخلال سنة الحصار كلها وضمن 15 مترا مربعا في السجن  لم يروا الكهرباء وكان الكثير من زملائهم يستشهد ويدفن بأرض السجن ولم يتركوا نقطة تمركزهم بأي شكل من الأشكال.

حماية أهالي حندرات

وبين محرز أنه وفي أيام الشتاء الحالك البرودة لم يكن في السجن أي وسيلة للتدفئة، عملوا خيم من منطاد الطائرة إلا أن الرياح العاتية أطاحت بها في ليلة مثلجة غطاهم الثلج لساعات، وخلال فترة الحصار استشهد /100 / عنصر من الجيش،منهم /37/ عنصرا حاصلين على دكتوراه.

ولفت  والد يونس إلى حماية الجيش  للأهالي الذين هربوا من مخيم حندرات إلى السجن.

بشهادة مسلح …

“أثبتم أنكم أبطال بحق،  ونحن عجزنا عنكم ووصلنا حد اليأس ” هذا ما قاله بمكبر صوت أحد الملسحين وهو مصري الجنسية، وفي الساعة الحادية عشر إلا ربع  مساء في 22/ 5 /2014 دخل الجيش السجن، ثم انطلقوا ببولمان إلى حاجز / مناشير هنانو/ بحلب  وعددهم / 30 مقاتلاً/ وما إن  نزلوا من البولمان حتى بدأ زخ الرصاص عليهم  ينهال ومن كل حدب وصوب، فالمنطقة مكشوفة، وأثناء ضرب المسلحين لأبطالنا على الحاجز بأسلحة لم ير جيشنا مثلها ركضوا مسافة /3 كم  حتى وصلوا إلى أقرب نقطة فأمنوهم بسيارات مدنية ووصلوا بهم إلى المشفى العسكري بحلب. خضع يونس للعلاج يومين، ثم عاد للمدرسة الجوية الفنية وبقي ثلاثة شهور،  ثم تم فرزهم لحواجز دفاع عن فرع الأمن السياسي في السليمانية / حلب القديمة /.
وبعد تحرر الجيش جاء يونس لقريته / بيت ناعسة / وبقي فترة نقاهة ثلاثة شهور بعد أن منحهم السيد الرئيس شهراً كامل إجازة ومنحة تصل إلى / 50 ألفاً،  لكن لم يستلم منها أهله سوى 15 ألفاً.. ؟؟
خلال فترة النقاهة تلقى العلاج في المشفى العسكري بطرطوس، ولم يكن يستطيع التكلم لمدة ثلاثة أيام إثر التعب والوهن.

إصلاح الآلات لمتابعة الصمود

همام اسماعيل / ملازم أول طيار/  من مواليد 17/8/1991 / قرية بعمرة  بصافيتا، حدثنا والده ابراهيم اسماعيل ووالدته بثينة عثمان قصة صموده، حيث حوصر في مطار منغ العسكري /شمال حلب في كانون الثاني 2013 بداية الحصار جواً، أما الحصار براً استمر سنتين من عام 2012، أصيب خلالها همام خمس إصابات، وعندما خرجوا من منغ خضع لعملية في يده بمشفى نبل الوطني.
كان همام ورفاقه الأبطال يصلحون آلات القتال بأنفسهم … تم الانسحاب  في 5 /8 /2013 بعد أن فقدوا أدنى مقومات البقاء في المطار في 5/8/2013، حيث بقي همام خمسة أيام دون طعام وثلاثة أيام دون ماء، وبعد الانسحاب بقوا ثلاثة شهور في عفرين بإدلب ثم 40 يوما في نبل والزهراء، جاء لقريته عشرة أيام فقط والتحق لدمشق، داوم بمطار كويرس بحلب أربعة شهور، ثم جاء فرزه لمطار المزة العسكري .

العيش بكرامة

علاء سامي جمال من قرية بعمرة / صافيتا // من مواليد 6/10/1991 / عسكري مجند / حوصر بوادي الضيف بإدلب ثلاث مرات، فأول حصار عام 2012 دام 24 يوماً  بهجوم واحد، والثاني 2013 دام 6 شهور بـ5 هجمات ، أما الحصار الثالث والأصعب فكان عام 2014 واستمر سنة  بـ70 هجوماً  وكان عدد الأبطال المحاصرين / 1060/  من ضباط وعساكر، عانى خلالها من فقدان سمع في الأذن اليسرى بسبب ظروف الحصار الصعبة، تسلم البطل جمال مربض مدفعية.
عن هذه الفترة يضيف: تعرضنا لثلاث تفجيرات أولها بمنطقة دوار الدلة المعروف بدوار حاجز الصحابة بكمية /40 / طن متفجرات، والثاني بتلة السواد ضمن وادي الضيف / 60 / طن متفجرات، أما الثالث فكان في نقطة الدحروج / 80 / طناً من المتفجرات.
ويذكر جمال أن مساحة المعسكر لا تتجاوز 2 كم مربعاً وكان الإمداد من الطائرة يهبط على بعد 4 كم من المعسكر في بعض الأحيان، ومع الحصار لم نفكر سوى بالحياة والعيش بكرامة مهما اشتد الهجوم، نجا من المعسكر أكثر من /850 / بطلاً و120 بين شهيد ومفقود، ويروي أن انسحابهم من وادي الضيف كان ناجحاً ولم تترك أسلحة داخله، تم الانسحاب على مرحلتين الأولى تجمع بالحامدية الساعة الثانية ليلاً في 15/12/2014 والثانية الساعة 12 ظهراً باتجاه نقطة / معر حطاط / الساعة 6 مساء تم الانسحاب باتجاه حماه في 16/12/2014، وكان المسلحون من جنسيات متعددة.

رغم الإصابة …الحلم بالعودة

انتهت خدمة جمال بتسريحه من الجيش بسبب إعاقة سمعية ولديه شقيقان في الجيش، وبعد أن أنهى دراسة المعهد كان متهيئاً ليكمل جامعة ميكانيك بواخر، لكنه ولحبه لوطنه قدم استعجال للالتحاق بالخدمة العسكرية، وحتى الآن وبعد تسريحه يؤكد جمال رغبته بالعودة للقتال.
والجدير ذكره أن لدى جمال أخ / أحمد / تعرض للحصار أيضا في بابا عمر بحمص أربعة أشهر وهو من مواليد 17/1 /1990 / رقيب أول متطوع.


رسالتنا

مهما اشتد الحصار وتكالب الأعداء وتخاذل الخونة، ومهما تعالى نباح أسيادهم سيبقى إصرار أبطالنا على الحياة عنوان، والذود عن ثرى وطننا الغالي إخلاص، وسيبقى التمسك بالسيادة والأرض والهوية والعروبة شرف نعتز به على مر الزمن.

"البعث ميديا"

مركز الاعلام الالكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=26052