نافذة على الصحافة

الاهرام المصرية عن الرؤية السعودية للحل في سورية.. أي جنون هذا؟!


وصفت صحيفة "الاهرام" المصرية رؤية الرياض للأزمة السورية بأنها تغافل وخبث وجنون، قائلة بهجوم عنيف شنته على ملك آل سعود، إنه "كان يمكن القول إن تأكيد قمة واشنطن بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما و سلمان بن عبد العزيز الأسبوع الماضي، الحل السياسي للأزمة السورية، هو "تحول في اتجاه التصدي الشامل لإرهاب تنظيم الدولة وجبهة النصرة، لولا التعنت في اشتراط عدم مشاركة السيد الرئيس بشار الأسد، في ذلك".

 

وفي مقاله الافتتاحي، محمد عبد الهادى علَّام ، رئيس تحرير الصحيفة، أشار الى أن واشنطن والرياض تغفلان أو تتجاهلان الشعبية الواسعة للرئيس الاسد، كاشفاً أن شروطهما لا تحل الموقف الراهن، ولكن يمكن أن يكون تأثيرها عكسياً، "فهي تذكرنا بالشروط الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية"، وهي محاولة خبيثة لإجهاض اتفاق جنيف، على الرغم من أن بنوده كفيلة بإلزام المجتمع الدولي بالسعي الجاد لوضع حد للمأساة الإنسانية الدائرة بلا رحمة اليوم".

 

وتحت عنوان: "محاربة الفساد - الأزهر - سورية.. 3 معارك للدولة في الداخل والخارج"، يبدو أن مسألة الإصرار على رحيل الرئيس الأسد في ظل الظرف الراهن في دمشق والمدن الكبرى، "تصب في صالح هدم مؤسسات الدولة السورية، وهو ما يعني أن ما لم يتحقق بالإرهاب (القوة العسكرية لجماعات دموية)، يمكن أن يتحقق عن طريق بوابة السياسة".

 

وأضاف: "إن حجم المأساة واتساعها، لا يبرران بأي حال من الأحوال الرغبة في التخلص من نظام أو رئيس، فلا يمكن تصديق تلك الأطراف المتورطة في تشريد شعب أو تدمير أمة، بزعم إنقاذه من حكامه.. أي جنون هذا؟!".

 

وتابع: "لم تكن مشاهد مآسي الشعب السوري على شواطئ تركيا وأوروبا، التي احتلت مساحات واسعة من تغطية الإعلام العربي والدولي في الأسبوعين الأخيرين، سوى محصلة لتواطؤ ما يسمى بـ المجتمع الدولي في التصدى لعصابات القتل التي تريد هدم الدولة، وتفريغ الأرض من أبنائها تحقيقا لأهداف وخطط مريبة، تحت دعوى التخلص من النظام الحالي في دمشق".

 

وأشاد رئيس تحرير الأهرم بـ"المواقف المبدئية للدولة المصرية التي عبر عنها عبد الفتاح السيسي، وتأكيده في جولته الخارجية الأخيرة، وفي لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوعين، ثم مع وفد مجلس الشيوخ الإيطالي أمس الأول، بأهمية الحل السياسي الذى لا بديل له، وأن هذا الحل السياسي ليس دعما لأي طرف على حساب الآخر، وإنما حفاظا على كيان ومؤسسات الدولة السورية، والحيلولة دون انهيارها".

 

وأكد علَّام أن "كل هذا له أهمية خاصة في مواجهة مواقف غير مفهومة من أطراف عدة عربياً ودولياً تصر على وضع "العصا في العجلة"، باشتراطها تنحي الرئيس الأسد أولا، وعدم تضمينه في الحل السياسي، بينما تلك الأطراف تعلم أن "جنيف" لم تتضمن ذلك، وأن الخطر الأكبر هو التنظيمات المتطرفة التي تعيث فساداً في سائر مناطق سوريا والعراق، ولا تجد رادعاً حاسما ًسواء من العواصم العربية أو من القوى الدولية التي تعلن عن مواقف متشددة، وتتقاعس عن تقديم مشروع حقيقي يوقف الكارثة.

 

واستطرد: "تعلم القوى العربية والدولية أن النظام الحاكم في دمشق لابد أن يكون جزءاً من مواجهة الظلاميين الذين تفوق جرائمهم كل ما جاء في كتب التاريخ من فظائع البرابرة والتتار والمغول".

 

وأوضح رئيس تحرير الصحيفة أننا "نريد في هذه الظروف العصيبة أن نتيقن من جدوى تلك الدعوات للحل السياسي، خاصة أن اتفاق جنيف-1 بين أيادينا، ويقدم رؤية للحل، وخريطة طريق مقبولة، وتم التوصل إليها برعاية دولية.

 

يشار أن علام هاجم في 24 تموز/ يوليو الماضي، السياسة السعودية، في مقاله، مشيرا إلى اللقاء الأخير للعاهل السعودي مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قائلا إن فيها تقوية لشوكة جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، وترويج لسياسة التحالف معها.

ووصف علاّم التصرفات السعودية الموحية بتقارب مع الإخوان بأنها "من قبيل الجهل، وقصر النظر، والاستعباط السياسي". واعتبر التقرب السعودي من الإخوان خطرا على الأمن القومي لدول المنطقة، مؤكدا أن هذه السياسة تعرض النظام في أي دولة تتقرب من الإخوان إلى الخطر.

وجاء هذا الهجوم في أعقاب هجوم الكاتب المصري محمد حسنين هيكل على المملكة السعودية، ووصفه نظامها بأنه غير قابل للبقاء، وأنه يتصرف بطريقة متخلفة، وهامشي، منتقدا الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا، قائلا إنه "ليس حاضرا بما يكفي".

 

مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=25949