تحقيقات وتقارير

قبل بدء العام الدراسي.. هل تنجح مؤسسات التدخل الايجابي في مواجهة جشع التجار؟


يقبل العام الدراسي مثقلاً بأعباء مادية جديدة، يلقيها فوق كاهل المواطن السوري، وسط غلاء المستلزمات الدراسية ما يشكل عبئاً كبيراًعلى العائلات ذات الدخل المحدود في تأمين هذه الحاجيات.

 

أهالي الطلبة يشتكون في كل عام ارتفاع الأسعار و خاصةً أسعار القرطاسية والزي المدرسي الذي يتجاوز ( ٥٠٠٠ ) ليرة سورية والتي تعتبر ربع راتب موظف من موظفي الدخل المحدود, ويلقون اللوم على جهات الرقابة، واصفين هذا الارتفاع في أسعار السلع، بأنه يخضع لما أسموه "جشع التجار", واستغلالهم للمواسم, لتحقيق الكسب المادي.

 

أبو أنس أحد قاطني دمشق، قال إن "ثمن القرطاسية والثياب المدرسية يسجل غلاءً كبيراً، إذ يصل متوسط المبلغ الذي يحتاجه الطالب بداية العام إلى 7000 ليرة سورية عازياً ذلك إلى احتكار التجار لها. "

 

المفاجأة التي أعقبها نوعاً من الذهول، أن ثمن "دفتر الرسم" نوعية جيدة وصل إلى ألف ليرة، في حين أن علبة الألوان الى 1200 ليرة إضافة إلى أن الدفاتر المدرسية بمجملها ارتفعت أسعارها بمعدل 20 الى 50 ليرة سورية للدفتر الواحد، يقول أحد الآباء.

 

والمعاناة تزداد  لدى الأسر التي لديها عدة أطفال، فـ"ابو احمد" هو رب أسرة تتألف من ثلاثة أولاد كلهم في المدارس يقول"الراتب لم يعد يكفي للأكل والشرب، فكيف بالتعليم؟

 

أما منال أم طفلين من ريف دمشق قالت: نزلت إلى السوق لشراء مريول لأولادي الثلاثة لأتفاجأ بأن المريول تجاوز في بعض المحال ألفي ليرة, وتراوح سعر بدلات المدارس من ثلاثة آلاف لتصل وبحسب النوعية والقصة إلى 7 آلاف أما الحقائب المدرسية فهي الأخرى لم تسلم من بورصة ارتفاع الأسعار لتبدأ من ألفي ليرة وصولاً إلى خمسة آلاف وبحسب الحجم والنوعية.

 

وطالبت منال الجهات المعنية بالرقابة الميدانية وتحديد أسعار المواد المدرسية وحث المكتبات على وضع الأسعار على المستلزمات الدراسية، منعاً للتلاعب بالأسعار والإكثار من صالات التدخل الإيجابي التي تؤمن بعض الأساسيات بأسعار مقبولة.

 

وبالتواصل مع السيدة هيام النقري مديرة مدرسة العرين بدمشق قالت: نحن نغض الطرف في بداية العام الدراسي عن بعض الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة بدون لباس مدرسي نظراً للأوضاع المادية التي يعاني منها ذويهم و نعطيهم فرصة لاستكمال شراء كافة احتياجاتهم و هذا جلّ ما نستطيع القيام به لمساعدتهم.

 

من جهتا، وزارة التربية اتخذت قرارات لتخفيف الأعباء عن الاسرة وغض النظر عن الألبسة المدرسية الموحدة وكذلك التخفيف من شراء القرطاسية التي لا لزوم لها، مطالبة مديرياتها في المحافظات القيام بذلك، داعية في تعميم لها إلى قبول المناسب من اللباس المدرسي والحرص على الدقة في تحديد المطلوب من اللوازم المدرسية، وذلك مراعاة للظروف التي فرضتها الأزمة وتخفيف العبء عن التلاميذ وذويهم.

 

واللافت هذا العام هو الاعلان المبكر لمؤسسات التدخل الايجابي عن إقامة معارض في صالاتها ومجمعاتها في جميع المحافظات لتوفير تلك المستلزمات بنوعيات جيدة وأسعار منافسة.‏

 

المدير العام للمؤسسة العامة لتوزيع المنتجات النسيجية "سندس" عمار محمد أوضح أن المؤسسة ستحضّر لافتتاح معارض في كل المحافظات، تستمر لما بعد انطلاق العام الدراسي، تشمل تأمين الكثير من المواد المدرسية التي تتمتع بمواصفات جيدة، وبأسعار مدروسة تناسب القدرة الشرائية لأكبر شريحة من المستهلكين.

 

البداية ستكون في صالتي الصالحية والحريقة في دمشق ثم في طرطوس والدريكيش ومصياف وحماة وسلمية والسويداء إضافة إلى تزويد بقية المراكز بتشكيلة سلعية كاملة، يبين محمد، مضيفاً أن أسعار القرطاسية في سندس تنقص عن مثيلاتها في الأسواق بحدود 30% وتصل إلى 60% للألبسة والحقائب.

 

وطرح محمد بعض أسعار الألبسة المدرسية المعروضة ومنها بنطال المرحلة الثانوية بسعر 1750 ليرة قماش كتاني عالي الجودة قطن 100% وصدرية مدرسية بسعر 950 ليرة والقميص المدرسي بسعر 900 ليرة ، وأشار محمد الى أن المؤسسة عمدت هذا العام إلى شراء قماش محلي الصنع ذي جودة ومواصفات عاليتين وتم التعاقد مع شركة معروفة محلياً بصناعة الألبسة لإنتاج ألبسة مدرسية خاصة بمؤسسة سندس تناسب أذواق المستهلكين.

 

فيما، أكد طارق الطويل مدير عام المؤسسة العامة الاستهلاكية الحرص على طرح المستلزمات المدرسية مسبقاً، مبيناً أن جميع صالات ومجمعات المؤسسة أصبحت جاهزة ويتوفر فيها جميع المستلزمات المدرسية.

 

هل هذا يكفي.. هل بالفعل أخذت تلك المؤسسات دورها على الخارطة الاستهلاكية الايجابية بالنسبة للمواطن.. هل نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا إن دورها محدود وثقافة التدخل الايجابي من قبل مؤسسات القطاع العام غير فاعلة، كما هو منوط بها لحماية المستهلك وتأمين مستلزماته بأسعار تنافسية تضاهي السوق وخاصة في المناسبات الضرورية للمواطن؟

 

ناريمان الجردي_مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=25592