نافذة على الصحافة

المياه العابرة للحدود حل لأزمات المنطقة


ترى صحيفة "توداي زمان" التركية أن هناك شيء واحد قد يحل أزمات المنطقة على المدى الطويل، وهي مسألة استخدام "المياه العابرة" للحدود كوسيلة لتعزيز الاستقرار، رغم الصورة القاتمة التي تمر  بها المنطقة، لافتة إلى أن تركيا أحد العوامل الرئيسية في مسألة المياه العابرة للحدود في الشرق الأوسط، لأن في المرحلة المقبلة ستضل المياه قضية رئيسية في كل ما يحدث داخل المنطقة.

وتضيف الصحيفة أن هناك منظمات دولية في الهند لديها مميزات في هذه المسألة، وهي بمثابة مصدر الهام لاستغلال الأنهار العابرة للحدود في الشرق الأوسط، من بينها منظمة "اس اف جي" والتي تصنف من أفضل المنظمات في إدارة المياه في العالم.

وتوضح الصحيفة أنه طالما كان السبب الرئيسي الكامن وراء الصراعات التي لها علاقة بالمياه هو شحة المياه، فإن التدبير المسبق الأكثر فاعلية، الذي يجب اتخاذه، هو الحفاظ على الماء الموجود، وذلك باستخدامه على أفضل وجه، وإذا ما أردنا أن نأخذ بنظر الاعتبار الحقيقة القائلة بأن الزراعة هي أكبر مستهلك للمياه،  فان الجهود المنصبة على الحفاظ على المياه الموجودة لا بد أن تركز على هذا القطاع، و من أجل تحقيق هذا ألأمر، لابد من إتباع تقنيات للري تتمتع بأقل قدر ممكن لهدر المياه،  ما يعني أيضا التقليل من نسبة ملوحة المياه السطحية و الجوفية على حد سواء.

وتشير الصحيفة إلى أن تركيا تقع في مكان ليس فيه من الموارد المائية سوى القليل، ففي بلدان مثل كندا والنرويج وغيرها تبلغ حصة الفرد من الماء سنوياً للشرب وللاحتياجات المنزلية من 8 إلى 10 آلاف متر مكعب، و تبلغ هذه الحصة في تركيا حوالي 1,570 متر مكعب للفرد سنوياً، وقد تتناقص هذه الحصة في المستقبل، لأن تركيا تقع في ما يسمى بحزام الجفاف.

 وتوضح الصحيفة التركية أن كمية المياه التي تمتلكها تركيا تبلغ حوالي خمس ما هو موجود عند البلدان الغنية بالموارد المائية، ومع ذلك،  فلو قارنا تركيا مع جيرانها، فهذه الحصة هي أعلى من حصة سورية، و أقل من حصة العراق و جورجيا، وتضيف الصحيفة  باختصار تعد تركيا أغنى في تجهيزات المياه من بعض بلدان المنطقة، و لكنها من ناحية أخرى تعد أفقر من آخرين، ولكن تعتقد الصحيفة أنه وسط الحروب القائمة في المنطقة وغياب الحوار الحقيقي يصعب القيام بهذه التجربة، رغم أن حرب المياه القادمة ستكون تكالفيها أكثر وبأثر رجعي أيضاً.

وتضيف الصحيفة أنه ضمن إطار الجو السياسي الذي انوجد في المنطقة بعد حرب العراق، ازداد اهتمام الولايات المتحدة بالموارد المائية والمجاري المائية العابرة للحدود، وفي هذا السياق، بإمكاننا أن نضع الملاحظات حول موقف تركيا، التي حرصت في كل مناسبة على إبداء استعدادها للتعاون في القضايا التي تخص الموارد المائية.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=25064