أحوال البلد

اجتماع تمهيدي لمؤتمر مخاطر التيارات التكفيرية...الظاهرة التكفيرية ظاهرة صهيونية


بدأت اليوم أعمال الاجتماع التمهيدي الأول لمؤتمر مخاطر التيارات التكفيرية على الإسلام والمسلمين والعالم وطرق التخلص منها في فندق داما روز بدمشق تحت عنوان "سجل التيارات التكفيرية في سورية" الذي من المقرر عقده في مدينة قم الإيراني بعد نحو عام.

وأكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن سورية تشكل رأس الحربة في مواجهة الحرب التكفيرية المتلاطمة التي تعصف بالعالم الإسلامي، داعياً إلى الوقوف يداً واحدة في مواجهة التيارات التكفيرية "لأن إسلامنا في خطر ونحن في خطر".

ولفت سماحة المفتي إلى أن سورية تحتضن المؤتمر الذي انطلقت به إيران "وهي تئن لجراحها في الوقت الذي تتسابق فيه الفضائيات لتمزيق الأمة" مبينا أن "سورية وإيران انتصرتا على المستوى السياسي".

من جانبه بين مجتبى الحسيني ممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي في سورية أن الدين الاسلامي دين محبة وسلام و"الظاهرة التكفيرية ظاهرة صهيونية بامتياز" أرادت من خلال قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الغربية بث نار الفتنة والطائفية بين المسلمين، مبيناً أن "التكفير صناعة مستوردة ولا يحارب المسلمين فحسب بل يحارب جميع البشر".

واعتبر الحسيني أن "الأعداء أرادوا الفتنة في سورية لمحاربة الإسلام والنيل من البلد المعطاء الذي وقف مع الثورة الإسلامية في إيران ومع المقاومة" لافتا إلى أن سورية انتصرت من خلال الجيش والشعب وأسقطت القناع عن الوجه الغربي.

ودعا الحسيني إلى اتخاذ مواقف حازمة من الإرهاب ومحاربته "عسكريا وسياسيا وعلميا" عبر المؤتمرات والمراكز العلمية ومن خلال المدارس والمجالس.

بدوره لفت السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني إلى أن الأمة الإسلامية تعاني من الإرهاب الوهابي التكفيري المتلاقي مع الفكر الصهيوني خدمة للمشروع الغربي و"لا بد من مقاومة هذه الظاهرة من قبل رجال الدين والعلماء بالاستناد إلى الدين القويم" مبينا أن الإرهاب بدأ يستهدف الشعوب تحت غطاء الدين وأخذ منهجا موسعا عبر الاستفادة من التطور التقني.

وأشار إلى أن الشعب السوري أدرك خطر الحركة الإرهابية واستطاع مواجهتها بصمود لم يسبق له مثيل، معتبرا أن "الجرائم لن تنتهي طالما أن هناك من يحث على الإرهاب تحت مفهوم الجهاد" ما يستدعي صياغة مشروع مواجهة يناسب حجم التحديات وأخذ علماء الدين دورهم في توجيه المجتمع لمنع الغلاة في الدين من تجاوز الحدود الشرعية.

من ناحيته ذكر رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور توفيق رمضان البوطي أن الحرب التي تتعرض لها سورية "طرحت شعارات التكفير وكانت حربا صهيونية أمريكية كونية بامتياز استخدموا فيها الملحدين وأعداء الإنسانية والدين لضرب الأمة الإسلامية".

وأشار إلى أن كلية الشريعة ومعاهد العلوم الشرعية أدت دورا عظميا وكانت رمزا في الثبات على النهج السليم وحمل الراية وقدمت الشهداء في مواجهة الحرب التي شارك فيها أكثر من 83 دولة ومئات الآلاف من رواد السجون والمجرمين كي يقوضوا حضارة سورية ويسفكوا دماء أبنائها.

واعتبر الدكتور البوطي أن "من يريد عزل إيران يريد تمزيق الصف الإسلامي وتفتيت الأمة" وأن ظاهرة التكفير السرطانية التي ظهرت في العالم "صنعت في الخارج لكي تقوض بلادنا وديننا وإسلامنا".

بدوره أوضح أمين المؤتمر مهدي الموسوي أن المؤتمر سيعقد بعد عام في مدينة قم الإيرانية في حين يقام مؤتمره التمهيدي اليوم في سورية في الوقت الذي يعاني فيه العالم الإسلامي من أزمة التكفير وتنزف فيه دماء المسلمين ويتم تخريب الأماكن المقدسة وتدنيس الأضرحة الدينية على أيدي الإرهابيين التكفيريين.

وأشار نائب مدير معهد السيدة رقية في معهد الشام العالي للعلوم الشرعية الدكتور نبيل حلواني إلى أن "التكفير أمر هجين طارئ لا علاقة له بإسلامنا السمح" وان أعداء الأمة العربية والإسلامية من "غلاة أصحاب المسيحية المتصهينة" دأبوا منذ عقود على الحديث عن الفوضى الخلاقة في المنطقة وهي التي ستنهي كل فكر حضاري فيها عبر تجييش سلاح التكفير بين المسلمين ونشر فكر التطرف والعنف.ولفت مدير مجمع الشيخ أحمد كفتارو الدكتور محمد شريف الصواف إلى أن سورية تتعرض لحرب تدميرية لأنها "رائدة الفكر الوسطي والوجه الأنصع للتعبير عن حضارة وخير الإسلام" مبينا أن علماء الدين الإسلامي في سورية قاموا بدورهم في حماية الوطن ونشر الفكر الحضاري على الوجه الأتم وتعرضوا في سبيل ذلك للاستهداف والقتل.

وكان علماء العالم الإسلامي بدؤوا حركة علمية للتعريف بعقائد وآراء وتاريخ التيارات التكفيرية وطرق مواجهتها للرد على الأفكار والأعمال اللااسلامية واللاانسانية للتيارات التكفيرية في الوقت الذي يتألم العالم فيه من أزمة تكفير تنزف فيها دماء المسلمين الأبرياء وتدمر أبنية وآثار إسلامية مقدسة ومن هذا المنطلق بدأ المؤتمر الدولي حركته حول بيان ونشر آثار وخطر التيارات التكفيرية على الإسلام والمسلمين والعالم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=2434