العالم العربي

العمال المهاجرون في قطر بلا رواتب...و "العفو الدولية" تطالب بالحل


أوردت صحيفة "لوبوان" الفرنسية خبرًا يُفيد بأن منظمة العفو الدولية لفتت الانتباه إلى حالة العشرات من العمال المهاجرين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من عام في قطر والذين يجدون صعوبة في الحصول على الطعام.

وفي بيان نشرته اليوم الأريعاء، طالبت منظمة العفو الدولية السلطات القطرية بالتدخل لحل هذه الأزمة، في الوقت الذي تواجه فيه قطر انتقادات بسبب سوء أوضاع العمال المهاجرين في مواقع البناء الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستعقد في عام 2022.

كما دعت منظمة العفو الدولية السلطات القطرية بإيجاد حل للوضع الحرج للعاملين في شركة "لي تريدينج اند كونتراكتينج"، وهم أكثر من 80 عامل بناء من مختلف الجنسيات، أغلبهم من النيبال.

وكان الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي قد لفت انتباه وزارة العمل في قطر في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي حول حالة هؤلاء العمال، بعد أن قام بزيارتهم في معسكرهم.

وقال سليل شيتي: "لقد قمنا بزيارة هؤلاء الرجال منذ أكثر من شهر ولاحظنا يأسهم ولم تنتهي محنتهم". فلا يملك هؤلاء العمال المال من أجل الحصول على الطعام أو العودة إلى بلادهم.

جيمس لينش، الباحث لدى منظمة العفو الدولية في شؤون العمال الأجانب بالخليج، صرّح قائلا:" لا يجب على الفيفا التقليل من مسؤوليته في هذه المسألة، كأس العالم بطولة برعاية الفيفا، إنّها تحمل اسمه، لذلك فعليه تحمل مسؤولية ضمان عدم انتهاك حقوق الإنسان في تحضير كأس العالم".

 يقول عامل فليبيني "نحن من لا يتقاضون راوتب مقبولة" نحن من لا يعودون إلى ديارهم، لقد انتهت عقود عملنا، أعتقد أنّ مائة بالمائة من العمال هنا، لا، حوالي خمسة وتسعين بالمائة انتهت عقود عملهم، نريد العودة إلى بيوتنا لكنّنا لا نستطيع ذلك.

وقد وضع هؤلاء العمال اللمسات الأخيرة في الدورين الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين من أحد الأبراج التي تضم مكاتب العديد من المنظمات المتربطة بكرة القدم.

وانتهى العمال من العمل في هذا الموقع في منتصف تشرين الاول الماضي ووجدوا أنفسهم محاصرين منذ ذلك الوقت في المعسكر. وحاول العمال التقدم بشكوى، ولكن طلبت محكمة العمل من كل منهم مصاريف تصل إلى 165 دولار لم يستطيعوا دفعها.

وبعنوان "العمال المهاجرون بقطر..الكابوس مستمر" ركزت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية على وضع العمالة الأجنبية المتدهور فى قطر..مشيرة إلى أن تقرير العفو الدولية يوضح مأساة عشرات الآلاف من العمال المهاجرين الذين يعاملون "معاملة شبه العبيد" فى واحدة من أغنى الاقتصادات في العالم..مذكرة بوضع الفرنسيين الأربعة الممنوعين من الحصول على تأشيرة خروج من قطر
وانتقدت "ليبراسيون" نظام "الكفيل" المعمول به فى قطر كما في معظم دول الخليج الغنية،إذ يعطى هذا النظام لصاحب العمل جميع الحقوق فيما يتعلق بالعامل والتى تصل إلى منع الأخير من تغيير وظيفته أو مغادرة البلاد، بالإضافة إلى مصادرة جوازات السفر، وعلى الرغم من أن هذا الأمر غير شرعي، إلا أنه ممارسة شائعة.

يشار أن تقريرا للغارديان البريطانية تحدث عن أوضاع العمال وفق صحفي زار غرفة يعيش فيها ١٢ عامل في إحدى المنشآت وكان بعضهم مريض بينما تحدث آخرون عن إجبارهم على العمل دون مقابل وتركهم يتسولون للحصول على طعام. 

أحد العمال قال أنه اضطر للعمل دون أكل لـ ١٢ ساعة و١٢ ساعة أخرى في الليل دون طعام ، وحينما اشتكى العامل لمسؤوله قام الأخير بضربه وطرده من منشأة العمل ورفض دفع مستحقاته حتى أنه اضطر لتوسل العمال من أجل الطعام.

وكان اتحاد النقابات العمالية الدولي اعترض على صمت الفيفا اتجاه وضع حقوق العمال المذري، ففي شهر تموز الماضي سجل مصرع 32 عاملا غالبيتهم من النباليين لا يتخطون الثلاثين من العمر، نتيجة غياب اللوائح الصحية والعمل لساعات طويلة في الحرارة الشديدة.

وأبلغ مدير المنظمة الدولية لمكافحة الرق «إيدين ماكويد» الصحيفة "أن الأدلة التي كشفت عنها الغارديان دليل واضح على الإستخدام المنتظم للعمالة القسرية في قطر، وهذا العدد المذهل من الوفيات للعمال المستضعفين يخرج عن اطار العمل القسري ويرقى إلى مستوى العبودية القديمة حيث جرت معاملة البشر كأدوات".

وقد دعا اتحاد النقابات ،  الفيفا إلى عدم السماح بإقامة المونديال بالنظام القائم على العبودية الحديثة.

وكانت السفيرة النيبالية وصفت قطر بأنها سجن مفتوح.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=2405