الحدث السياسي

الرئيس الاسد: الإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة و كيف يمكن لمن ينشر بذور الارهاب أن يكافحه؟


أكد السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب له خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة، اليوم الاحد 26 تموز أنه على الرغم من تعقيدات الوضع في سورية فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها.

 

وقال الرئيس الاسد إن "الإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة نشأت وكبرت في بيئات أساسها الجهل والتخلف اضافة الى سلب حقوق الشعوب واستحقارها ولا يخفى على أحد أن الاستعمار هو من أسس لكل هذه العوامل ورسخها ومازال.. وأضاف "كيف يمكن لمن ينشر بذور الارهاب أن يكافحه؟ .. ومن يريد مكافحة الإرهاب عليه بالسياسات العاقلة الواقعية المبنية على العدل واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإدارة شؤونها واستعادة حقوقها المبنية على نشر المعرفة ومكافحة الجهل وتحسين الاقتصاد وتوعية المجتمع وتطويره .

 

وكرر السيد الرئيس تساؤله  كيف يمكن لمن ينشر بذور الارهاب أن يكافحه؟ فالغرب يتعامل مع الارهاب ومازال بالنفاق فهو إرهاب عندما يصيبهم وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا.. أما بالنسبة لنا كسوريين لم نعتمد إلا على أنفسنا منذ اليوم الأول وأملنا الخير فقط من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري.

 

وقال الرئيس الاسد إن نهجنا في سورية كان وما زال هو التجاوب مع كل مبادرة تأتينا بغض النظر عن النوايا، فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية، مشيراً الى أن أي طرح سياسي لا يستند في جوهره إلى مكافحة الإرهاب وإنهائه لا أثر له على الأرض،  ومهما قدمنا من مبادرات لن تلقى اهتمام من الدول المعادية لنا، والمبادرة الوحيدة التي يقبلون بها ويهللون لها هي تقديم الوطن لهم ولأسيادهم وهذا ما لن يحصلوا عليه. ونحن لانعول كثيراً على التبدلات الغربية طالما أن المعايير مزدوجة، والمبادرات التي تقوم بها الدولة ليست مقالات في الصحافة بل هي وقائع على الأرض.

 

وعن الدول الصديقة التي مازالت تقدم الدعم لسورية وشعبها وجيشها قال الرئيس الاسد إن "إيران قدمت الدعم لسورية انطلاقا من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس بل معركة محور متكامل لا يمثل دولا بمقدار ما يمثل منهجاً من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب واستقرار الاوطان، أما روسيا والصين فقد شكلتا صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة للعدوان على الدول وخاصة سورية.

 

وأضاف الرئيس الاسد إن إخوتنا الأوفياء في المقاومة اللبنانية امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في الجيش وكان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق إنجازات والانتصارات وهذا ما دفع الدول الداعمة للإرهابيين الى تكثيف دعمها لهم مؤخراً وفي بعض الأماكن تدخلت بشكل مباشر لدعمهم.

 

وقال الرئيس الاسد إن "الشعب السوري بعد هذه السنوات من حرب الوجود ما زال صامداً يضحي بأغلى ما عنده في سبيل وطنه ولو كان يريد أن يتنازل لما انتظر كل هذا الوقت ودفع كل ذلك، وأضاف "لا يمكن لأي صديق أو شقيق غير سوري أن يأتي ويدافع عن وطننا نيابة عنا".
وعن الحوار أشار الرئيس الاسد الى أن هناك فرق كبير بين المعارضة الخارجية المنتجة في الخارج والمؤتمرة بأمره والمعارضة الداخلية التي تشترك معنا للخروج من الأزمة وزيادة مناعة الوطن.. في الحوار هناك ثلاثة نماذج .. الوطني والعميل والانتهازي.. العقل المدبر هو السيد ويستخدمون الإرهاب أداة رئيسية .. أما الحل السياسي فهو أداة احتياط.

وأكد الرئيس الاسد أنه بالتوازي مع الحرب العسكرية كنا نخوض حرباً إعلامية نفسية تهدف الى تسويق وترسيخ فكرة سورية المقسمة إلى كيانات موزعة جغرافيا بين موالاة ومعارضة ومجموعات طائفية وعرقية.

 

وقال السيد الرئيس عن الوضع الميداني إن المعارك تحكمها أولويات القيادة والوقائع الميدانية، فالقوات المسلحة قادرة بكل تأكيد على حماية الوطن وهي حققت إنجازات وكسرت المعايير المتعلقة بالتوازن..الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه.
وأضاف السيد الرئيس أنه "عندما كان الجيش يكسب المعارك كانوا يوهمون الناس أن أي إنجاز للقوات المسلحة سببه الحقيقي قوى أخرى تقاتل على الارض وأن الجيش العربي السوري ضربه الإحباط والوهن والتعب،  ووصلوا إلى القول إن جيوشاً من دول أخرى دخلت لتقاتل بدلاً عنا.. ولأكون واضحاً، إن ايران الشقيقة قدمت حصراً الخبرات العسكرية."

 

وتابع الرئيس الاسد.. بعض المناطق حمل أهلها السلاح مع الجيش وهذا كان له تأثير في حسم المعارك بسرعة وبأقل الخسائر.. والحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل حرب كل الوطن، ‫"نحن لم نسعى للحرب، لكنها عندما فرضت علينا، تصدّت قواتنا المسلحة للإرهابيين، ومنذ ذلك الحين ومسار الأعمال القتالية يتحرك صعوداً وهبوطاً، وهذا هو الوضع الطبيعي في الحروب عامة، وفي الحرب التي نخوضها اليوم بشكل خاص."

 

وقال الرئيس الاسد إن "الواقع يقول إن المكونات الموجودة على الأرض هي مكونان فقط.. الإرهابيون بكل جنسياتهم وأعراقهم في جانب وبقية السوريين في جانب آخر وبذلك ينتفي كل الكلام والضجيج عن التقسيم الطائفي أو العرقي أو المذهبي، ولم نسمع منذ بدء الحرب بنزوح المواطنين باتجاه مناطق الإرهابيين "بعد تحريرها" حسب تعابيرهم ولم نسمع عن التنوع السوري الغني في أماكن وجودهم ولا عن التجانس بين الأطياف التي تعيش في ظلهم.

 

وأوضح السيد الرئيس أن أكثر القطاعات الواعدة في مثل ظروفنا هو قطاع الإعمار وقد صدر القانون الذي يفتح المجال واسعاً أمام هذا القطاع ووضعت المخططات التنظيمية لأولى هذه المناطق في دمشق، وأضاف هناك جنود مجهولون .. عمال ومهندسون وأطباء وحرفيون وكثيرون غيرهم من كل القطاعات يصلون الليل بالنهار ويعملون في ظروف اقتربت أحيانا من ظروف القتال من أجل تأمين مستلزمات الحياة.. مؤسسات الدولة مستمرة بالقيام بعملها ولو بالحدود الدنيا ببعض الحالات فنحن في حرب وفي الحروب تتوقف الحياة تماماً وتنقطع مقومات العيش.

 

وأضاف الرئيس الاسد أنه لا شك أن الوضعين السياسي والميداني ينعكسان بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي .. فبالتوازي مع الهواجس الأمنية التي نعيشها هناك أيضا الهاجس المعيشي.. ومن يريد تقييم الوضع في سورية بشكل سليم فعليه تقييمه شعبياً وسكانياً قبل تقييمه عسكرياً وجغرافياً بعمق لا بسطحية لكي يفهم أن حصة أي سوري هي كل سورية.. سورية الواحدة الموحدة .. سورية الغنية بألوانها.. الفخورة بأطيافها.. ومع  بدء التغيير في العالم شيئا فشيئا.. نقول إن "الدول المتمسكة بحقوقها لا بد وأن تنتصر وخير مثال على ذلك هو ما حققته الشقيقة إيران من اتفاق بعد طول صبر وعناء لكن بثبات وعزيمة وإرادة وهذا هو نهج الدول الحرة التي لا ترضى الاستعباد ولا الانقياد.

 

وقال الرئيس الاسد.. نحن في مرحلة مصيرية لا حلول وسطا فيها يتساوى فيها التردد مع الانهزامية مع الجبن مع العمالة والخيانة ..فلا تنازل عن الحقوق ولا تفريط بشبر واحد ..لن نكون عبيداً بل أسياداً مستقلين ..أسياداً على بلادنا ومقدراتنا وحقوقنا.. وإننا كسوريين لن نكون قادرين على إنقاذ سورية مما يحاك لها إلا عندما يشعر كل فرد فينا أن هذه المعركة هي معركته هو وأنه هو المعني بوطنه ومدينته وقريته ومنزله قبل الآخرين هو المعني بوحدة تراب بلده والحفاظ على العيش المشترك.. الثمن غال علينا بالتأكيد لأن المخطط كبير والحرب حرب وجود .. نكون أو لا نكون .. صحيح أن عامل التدخل الخارجي كان أساسيا في إضرام نارها لكن معظمنا يعي اليوم أن العامل الداخلي هو الأهم في إطفاء هذه النار.

 

وطننا حق لنا وحمايته حق علينا والله مع الحق.. بهذه العبارة ختم السيد الرئيس خطابه رؤساء واعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة.

 

مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=24046