تحقيقات وتقارير

أذرع الإرهاب تلتف حول العالم




عانت البشرية على مدى عقود من لعنة "الإرهاب"، حيث بات مصدر قلق مستمر للمجتمع الدولي شعوباً وحكومات، فمنذ العام 1937، وضعت عصبة الأمم اتفاقية لمنع الإرهاب وقمعه، وقد تمكّنت بعدها جميع الدول الأعضاء في الستينيات من أن تشارك بالتفاوض حول الاتفاقيات المتعلّقة بمكافحة الإرهاب والبروتوكولات ذات الصلة، والتي تمّ وضعها تحت إشراف الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة، ومنذ ذلك التاريخ، عُقدت العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، وبناء قدرات الدول للتصدّي له.

 

وها هي سوريا التي تعيش ظروفاً مأساوية بسبب "الإرهاب" تعمل على تحضير مؤتمر إعلامي لمكافحة الإرهاب التكفيري المتطرف تحت عنوان "واقع المدن السورية في ظل الإرهاب" حيث تعيش بعض المدن السورية التي طالتها يد الإرهاب من التنظيمات المسلحة المختلفة، واقعاً أليماً من قتل وذبح واغتصاب وتخريب وانتهاكاً لحقوق الإنسان.

 

مدينة الرقة شمال سورية


المدينة التي كانت في السّابق عاصمة الخلافة العباسيّة، أصبحت اليوم مدينة جهادية يعيش فيها آلاف الإرهابيين من تنظيم "داعش" بعد أن باتت تحت سيطرته منذ أكثرمن سنة ... الرقة تعيش ظروفاً مأساوية، يرويها أحد النشطاء المعارضين لـ "داعش" والمتأذين من إرهابه.

 

ويتحدث الناشط عن استغلال الأطفال والنساء في العمليات الإرهابية لهذا التنظيم ويقول: "انضمّ حوالي 35 طفلاً لم يتجاوزوا 16 عاماً إلى مخيّم الشريعة الخاص باليافعين، ويقع المخيّم في الريف الغربي لمدينة الطبقة، حيث لجأ "داعش" إلى عددة وسائل لتدريب الأطفال، إذ يجري أخذ الكثير منهم من دون موافقة عائلاتهم" ويتابع "نعيش واقعًا خطيرًا جدًا، لدينا جيل كامل من داعش، وهم قنابل موقوتة يستطيع التنظيم تفجيرها عندما يريد".

 

ولا يقتصر الاستغلال على أطفال الرقة، فالنساء أيضًا جزء من النظام الجديد، حيث "أنشأ التنظيم سريّة نسائية لمراقبة النساء والبحث عنهنّ وتوقيفهنّ: 90% من النساء في هذه السرية من المهاجرات، مع بعض السوريات، وهنّ يقمن أيضًا بترتيب الزيجات للمقاتلين الأجانب ويؤدّين دورًا استخباراتيًا يقوم على منع النساء من تهريب الأسلحة إلى المدينة".

 

يحاول سكّان الرقة التأقلم مع الظرف البشعة التي يعيشونها في محاولة منهم للبقاء على قيد الحياة، وهذه حال جميع باقي المدن السورية التي يسيطر عليها الإرهاب.



وصف البروفيسور الأميركي المختص بالجغرافيا السياسية وليام ستانلي الأزمة في سوريا بأنها عابرة للحدود، حيث أنه بات من المعروف أنها انتقلت إلى بلدان أخرى، مشيراً إلى أن الإرهابيين يأتون إلى سوريا من مختلف دول العالم لقتل الشعب السوري باسم الإسلام وبدافع الحصول على المال والنساء.

 

 خاص -  الإعلام الإلكتروني

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=23800