نافذة على الصحافة

"الجيش الحر" يتلاشى... و"داعش" ينعزل


قالت صحيفة السفير: أن ما حدث في منطقة باب الهوى بريف إدلب على الحدود مع تركيا من سيطرة الإسلاميين المتشددين على مقار ومستودعات "الجيش الحر"، لم يكن سوى الحلقة الأخيرة من سلسلة طويلة من المهانات والهزائم التي تعرّض لها هذا "الجيش" في محاولته إيجاد مكان له تحت شمس "التنظيمات الجهادية" ولا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة، أن توجه الضربة القاضية إلى "الجيش الحر" في هذا التوقيت الحساس الذي يسبق انعقاد مؤتمر "جنيف 2" في 22 كانون الثاني المقبل، لا سيما أن "الجبهة الإسلامية" التي تولّت تنفيذ هذه الضربة، ترفض انعقاد المؤتمر وتسعى إلى إفشاله بأي طريقة ممكنة، لأنها ترى فيه توافقاً دولياً على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة كغطاء لشن حرب ضروس على الجماعات الإسلامية المتشددة، أو ربما هي تتذرع بذلك بينما وراء رفضها للمؤتمر الدولي أسباب أخرى تتعلق بطبيعتها الرافضة للديموقراطية والمدنية والمشاركة في الحكم مع العلمانيين. فكان القضاء على "الجيش الحر" وإخراجه من المشهد، هو السبيل لإفشال المؤتمر، فـ"الجيش الحر" هو الجناح العسكري لـ"الائتلاف الوطني" المعارض الذي يفترض أن يشكل وفد المعارضة إلى جنيف، فمن سيرضى التفاوض مع "ائتلاف" لا يملك شيئاً على الأرض؟ وماذا بإمكان "الائتلاف" أن يقدم بعدما تلاشى جناحه العسكري؟
وأضافت الصحيفة، لأن السعودية هي الدولة الإقليمية الأكثر تشدداً في رفض "جنيف 2"، وسعياً إلى إفشاله من جهة، وهي راعية "جيش الإسلام" بقيادة زهران علوش، الذي يعتبر أحد أهم مكونات "الجبهة الإسلامية" من جهة ثانية، فإن ما حدث عند معبر باب الهوى لا يمكن أن يكون قد جرى من دون ضوء أخضر سعودي، إن لم تكن هي التي خططت ودعمت وحرّضت على ذلك.
عبدالله سليمان علي

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=2349