تحقيقات وتقارير

ذوو الاحتياجات الخاصة بين الرعاية الرسمية والخاصة


يـمثل  ذوي الاحتياجات الخاصة 10% من سكان العالم، وترتفع النسبة في العالم العربي إلى 12% بناء على الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.


إحصائية نستطيع أن ننطلق من خلالها في تصحيح المفهوم الخاطئ حول ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً الأطفال، فهم ليسوا بحاجة للعطف والرحمة والاحسان بقدر ما هم بحاجة الى المعرفة والتعلم لنصنع من خلالهم إنساناً قادراً على مواجهة ظروف الحياة، ومنتجاً في آن واحد، وخير دليل على ذلك ما وصل إليه ذوي الإحتياجات الخاصة في الدول المتقدمة، مثال العالم ستيفن هاوكنج (أشهر المعاصرين المعاقين حركيا) أستاذ مادة الرياضيات التطبيقية في جامعة كامبردج يمتلك عقلية أينشتاين ومكانة نيوتن.


من هذا المنطلق قامت السيدة الأولى أسماء الأسد بتقديم الرعاية الكاملة في مختلف النواحي لجميع المؤسسات العاملة ضمن هذا المجال، وأهمها "الأولمبياد الخاص السوري" والذي تعتبر السيدة الأولى الرئيس الفخري له.

 

وعن دورها حدثنا رئيس هيئة الأولمبياد الخاص السوري الاستاذ طريف قوطرش، "إنها تقوم بالالتقاء وبتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة بدءاً من فريق العمل نهايةً بأصغر رياضي في المؤسسة، وتذليل كافة العقبات التي تمر بها المؤسسة، وتسعى دائماً أن تكون هذه المؤسسة قدوة لباقي الجمعيات، ونحن نحترم ونلتزم كافة القوانين والإجراءات المتخذة".

 

وفيما يخص المؤسسة أضاف قوطرش "تقوم المؤسسة بإجراء كافة الفحوصات الطبية للحالات الصعبة، كما نقوم بالعمل جراحي في الحالة الاضطرارية، حيث توجد أجهزة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على تأمين كافة مستلزماتهم"، مشيراً أن النسبة 4% التي ضمنها قانون العاملين الاساسي لتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات الحكومية هي نسبة قليلة، معللاً ذلك بأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم حالة خاصة تختلف كلياً عن الإعاقات الجسدية، والإعاقات الاخرى.

 

ويضيف قوطرش "نحن بدورنا نفهم ونلتزم القوانين المرعية في الجمهورية العربية السورية، ما يساعد كثيراً على التفاهم، ونخص بالذكر وزارة الشوؤن الاجتماعية والعمل، والاتحاد الرياضي العام، ووزارة الصحة، وكذلك وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الإعلام، ومؤسساتها التي تقوم على تغطية كافة نشاطات هيئة الأولمبياد الخاص السوري، وإرسال رسائل من خلال التلفزيون، وأهم هذه الرسائل تقوم على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وتسليط الضوء على هذه الفئة".

 

وعن الاسباب التي تعيق عمل المؤسسة عزا قوطرش ظروف الازمة التي تعيشها سورية الى أنها "ساهمت بشكل سلبي، وتمنعنا من التواصل مع كافة أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم توفير الخدمات الكاملة إلى العدد الأكبر منهم، بسبب ظروف المؤسسة والإمكانيات الموجودة، كما أن عدم القدرة على تأمين المواصلات الدائمة لذوي الاحتياجات الخاصة" والمشكلة الكبيرة بحسب قوطرش، هي التعامل مع الأهالي، والسبب أن "معظمهم ينظرون إلى عملنا من خلال الحالة الخاصة التي لديهم، فنحن نعمل بشكل علمي ومتوازن وعادل مع الجميع، فواجبنا هو دمج العدد الأكبر من ذوي الاحتياجات في عملنا، والأهالي يطلبون النظر إلى الحالة الموجودة لديهم، ونحن نسعى دائماً إلى تثقيف الاهالي ودمجهم وتشجيعهم للعمل معنا في المؤسسة فنحن نعمل بفكر فريق العمل وليس على القرار الفردي".

 

وعن النتائج الايجابية التي حققتها المؤسسة، قال قوطرش: "لعل أهم ما يميز عملنا أننا لسنا مؤسسة ربحية، بل نتلقى الدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبعض الشركات الخاصة والجامعات، كما نعمل على مدى العام ولا نعتمد فقط على الفعاليات والمناسبات، هناك دورة عملية سنوياً، خاصة بالنشاطات والتدريبات، ولقد حققنا نتائج في البطولات المحلية والإقليمية والعالمية، والانجازات ليست على مستوى الميداليات فقط، إنما على مستوى ذوي الاحتياجات الخاصة، من هنا نقول أننا استطعنا نقل هذه الفئة من المجتمع إلى مرحلة حياتية جديدة، لكي يعيشوها فهم بحاجة فقط إلى بعض الرعاية والاهتمام".

 

وختم قوطرش حديثه بالقول: "ذوي الاحتياجات الخاصة هم أسوياء، كلنا ذوي احتياجات خاصة، فنحن بحاجة لمحبة وعطف وتعاون وتواصل، ولا يوجد شخص كامل في الحياة".

 

ذوي الاحتياجات الخاصة هم فئة من المجتمع السوري، وتنشط مؤسسات وجمعيات كثيرة لتقديم الرعاية والاهتمام بهم، من أجل إعادة تأهيلهم ليكون لهم دوراً فاعلاً في المجتمع، وذلك عن طريق التنسيق المباشر مع الجهات الرسمية، فهل سنشهد في السنوات القادمة جيلاً من هذه الفئة ذو دور مؤثر وفاعل في كافة الانشطة الحياتية السورية؟

 

 

مركز الاعلام الالكتروني_ سيدرا علي

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=22226