كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، عن السبب الحقيقي لعدم توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جنوب افريقيا للمشاركة في تشييع نلسون مانديلا، قائلة إن نتنياهو لا يحظى بالترحيب على المستوى الشعبي في جنوب أفريقيا، وهذا هو السبب الحقيقي الذي دفعه إلى إلغاء حضوره مراسم جنازة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في جوهانسبورغ، وليس تكاليف السفر، كما قيل.

ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي السابق لدى جنوب أفريقيا، الون ليئيل قوله، إن "قرار نتنياهو بعدم المشاركة في جنازة مانديلا، كان صائباً، على اعتبار أن نتنياهو شخص غير مرحب به كضيف في جنوب أفريقيا".

وانتقد السفير ليئيل، طريقة تعامل نتنياهو مع هذه المسألة، واصفاً هذا السلوك بأنه غير مقبول من رئيس وزراء لم يدرك تعقيدات هذه المسألة دبلوماسياً، معتبراً أن التفسير المالي الذي تذرع به نتنياهو في هذا الخصوص يعد إهانة وخطأ فوق خطأ، وأضاف: أن "نتنياهو ضيفاً غير مرغوباً به في جنوب أفريقيا الحالية، وأعتقد أنه من الصواب أنه لم يتوجه إلى هناك".

ووصف ليئيل تذرع نتنياهو بكلفة السفر لعدم المشاركة في جنازة مانديلا بأنها "أداء مرعب".

وقال: أن "نتنياهو لا يدرك مدى تعقيد هذا الأمر من الناحية السياسية ومدى المعارضة التي قد تلقاها مشاركته وحضوره في الجنازة من جانب الجمهور الجنوب أفريقي، وقد فعل الصواب عندما ألغى ذلك، ولكن الذرائع المالية مهينة جداً، وقد ارتكب خطأ كبيراً".

واعتبر السفير ليئيل، أنه على الرغم من أن شمعون بيرس يعتبر أحد رموز العلاقات بين إسرائيل ونظام التمييز العنصري السابق في جنوب أفريقيا، والذي كان مانديلا في مقدمة المناضلين ضده، إلا أن بيرس كان سيستقبل بالترحاب لو قرر المشاركة في الجنازة.

وحول مشاركة يولي إدلشتاين في الجنازة، قال ليئيل إن "وصوله إلى جنوب أفريقيا، قد يتسبب بمشكلة نظراً لكونه يمثل خطاً يمينياً بارزاً، فضلاً عن أنه مستوطن"، وأضاف: أن "ما يسبب الضرر لنا في جنوب أفريقيا وأجزاء مشابهة من العالم هو الإحتلال، وهذا هو أساس المشكلة، ولهذا السبب أيضاً كان هذا الأداء المعقد والذي بسببه لم يكن بإمكان نتنياهو التوجه إلى جوهانسبورغ".