تحقيقات وتقارير

الأرمن والعثمانيون ... تاريخ يكرر نفسه


مئة عام مضت على المجزرة الشنيعة التي قام بها العثمانيون بحق الأرمن.

 

مليون ونصف أرمني قضوا بأوامر من سلاطين الامبراطوريّة العثمانيّة، فيما بات يعرف (بمذابح الأرمن أو المحرقة الأرمنيّة أوالجريمة الكبرى).

 

إلا أن تركيا مازالت حتى اليوم ترفض الاعتراف بها، رغم وجود آلاف الوثائق والشهادات التي تؤكّد مقتل الأرمن على يد العثمانيين.

 

الإبادة الأرمنيّة لم تكن وليدة عام 1914 بل كانت منتظمة منذ نهاية القرن التاسع عشر، حيث  تكشف الوثائق عمليّات قتل ممنهجة قام بها الجيش التركي اّنذاك بحق الأرمن شيوخاً ونساءً واطفالاً.

 

فمثلاً مدينة "طرابزون" شهدت مقتل الاّلاف من الأرمن في وقت قياسي جداً، إبان حكم السلطان عبد الحميد للبلاد، ومدينة "عرفة" التركيّة شهدت ايضاً عمليّة إبادة شنيعة قام بها الأتراك بحق ثلث سكان المدينة، وبلغ عدد القتلى 7 اّلاف قتيل ضمنهم 1500 أرمني طلبوا الحماية الرسميّة من السلطات التركيّة فتم حرقهم أحياء في الكاتدرائيّة وأبيدت عائلات بكاملها.

 

على خلفية المجزرتين نظم الأرمن في اسطنبول التي كانت عاصمة الامبرطوريّة العثمانيّة تظاهرة كبيرة، وكانت سلميّة وتهدف لتسليم عريضة إلى السلطات العثمانية تشجب هذه المجازر، إلا ان السلطات أمرت قوّاتها بتفريق المظاهرة وأعقب ذلك مجازر بشعة في اسطنبول والمدن التركيّة الأخرى، حيث قتل خلال عشرة أيام نحو 100 ألف أرمني.

 

وفي عام 1908 ارتكبت السلطات العثمانيّة مجدداً مجازر شنيعة في "كيليكيا" و"أضنة"، راح ضحيّتها ما يقارب 30 ألف أرمني، بالإضافة إلى تدمير وحرق عشرات القرى والبلدات الأرمنيّة، وتم تشتيت ما يزيد على مليون شخص من الأرمن ليصبحوا لاجئين في العالم كله.

 

استمرّ القتل الجماعي للأرمن في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، وذلك لغاية عام 1922حيث دخلت القوات التركيّة مدينة أزمير في أيلول من ذلك العام، ورافق عملية الاستيلاء على المدينة مجزرة بحق السكان من الأرمن، فحرقت أحياء بكاملها واستمرت المجزرة 7 أيام تسببت بمقتل نحو 100 الف أرمني.

 

إذاً مذابح الأرمن تشير إلى القتل المتعمّد والمنهجي لهم على يد الأتراك خلال وبعد الحرب العالميّة الأولى، وقد تمّ تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل القسري، وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية والغرض منها وفاة المبعدين.

 

فما أشبه اليوم بالأمس، بحيث يعمد من يقومون بتنفيذ الأجندات التركيّة على الأراضي السوريّة، إلى استهداف جميع السوريين ومنهم الأرمن أيضاً، ما يعني أن الفكر العثماني بعقول حكام تركيا اليوم وسّع دائرة حقده لتشمل البشر والحجر في كل مكان بسوريا.

مركز الإعلام الإلكتروني _ فاطمة فاضل 


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=20614