نافذة على الصحافة

الأخبار اللبنانية: انكسار سعودي وانتصار يمني

ناهض حتر


تحت عنوان "السعودية.. مابعد الهزيمة" كتب ناهض حتر مقالاً في صحيفة الأخبار اللبنانية ألقى فيه الضوء على الهزيمة السعودية في اليمن.

بدأ الكاتب مقالته بـ السعودية هُزمَت في اليمن..هذه هي الخلاصة الواضحة الجلية، غير القابلة للتأويلات، للعدوان السعودي على الشعب اليمني, انتهى العدوان، بإعلان وقف "عاصفة الحزم"، من دون تحقيق أي من أهدافها السياسية, لم يركع "أنصار الله" تحت القصف الهمجيّ، ولم تنسحب قواتهم من أي شبرٍ استطاعت السيطرة عليه، ولم يتوقف كفاحها المشروع ضد إرهابيي "القاعدة" في حضرموت وسواها.

ووصف الكاتب جرائم أل سعود بحق اليمنين بـ جرائم حربٍ موصوفة بحق اليمنيين, قتلت الأطفال والنساء والشيوخ، ودمّرت المنشآت والجسور ومرافق الخدمات والبنى التحتية, ولكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها المعلَن المتمثل في إعادة عبد ربه هادي إلى السلطة، ولا هدفها المضمَر في تمكين "القاعدة" من الانتصار على الشعب اليمني أو تمزيق هذا الشعب الأبيّ.

في النهاية، اختار آل سعود الاعتراف بالهزيمة السياسية، لإنقاذ مملكتهم من مصير محتوم, والمفارقة أن الذين أعطوا الرياض سلّم النزول عن شجرة العدوان اليائس، هم مَن تعتبرهم أعداءها، أي روسيا وإيران.

واستطرد الكاتب قائلاً: إذا كان العدوان السعودي الفاشل على اليمن يهدف، إلى منع الشعب اليمني من الاستقلال، والحيلولة دون الحضور الإيراني- الروسي في جوار المملكة، فإن آل سعود، المرعوبين من الاعتراف الغربي بإيران كقوة إقليمية رئيسية، ومن التحالف الإيراني الروسي، سعوا نحو التصعيد مع هذا المحور، في ما سمّوه "عاصفة الحزم", وهي تعكس جنون الرُهاب من التحولات الاستراتيجية الحاصلة على المستويين الإقليمي والدولي.

ومنها: 1- الاتفاق بين طهران و"المجتمع الدولي" على تسوية الملف النووي، ورفع الحصار عن الجمهورية الإسلامية، 2- وتوجّه الأخيرة إلى الانضمام إلى حلف "شنغهاي" الدفاعي، وإفراج موسكو عن صفقة صواريخ أس 300، 3- وإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الأخطار التي تواجه دول الخليج تأتي من داخلها, بسبب انسداد الأفق السياسي الاجتماعي أمام شعوبها, وليس من جهة إيران.

واعتبر الكاتب أن ما بعد الهزيمة، لن يكون الهدف التالي "عاصفة حزمٍ" جديدة ضد سورية، بل التفاوض حول حلٍ للصراع في هذا البلد, فلا بحثٌ، هنا، إلا في التفاصيل الاجرائية لضمّ معارضين مقبولين إلى العملية السياسية الوطنية.
ما بعد الهزيمة، ستكون السعودية أمام استحقاق لطالما تهرّبت من مواجهته في العراق, وهو الاعتراف بالدولة العراقية الجديدة، وبعلاقاتها الإقليمية، وبانضمامها المحتوم إلى محور المقاومة.

وختم الكاتب بـ ما بعد الهزيمة، سوف يذهب الملك سلمان إلى "كامب ديفيد" ليصغي، جيداً هذه المرة، إلى الإملاءات الأميركية بشأن أولوية الاصلاح السياسي والثقافي والديني الداخلي, فالغرب الذي طالما استخدم الوهابية ومنتجاتها الإرهابية كأداة سياسية في بلادنا أصبح، اليوم، يتحسّس رأسه؛ فالسعودية القديمة- الوهّابية- الإرهابية، تحوّلت إلى خطر على العالم كله، ولم يعد أمام العالم سوى وضع حدٍّ للصيغة السعودية الفائتة، وتجديد النظام أو الخلاص منه.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=20581