تحقيقات وتقارير

فوضى التعليم وتخبط المدارس


اتخذت وزارة التربية السورية اجراءات عديدة لتحافظ على قيمة التعليم في سورية خاصة في  ظل ما تعانيه البلاد من تراجع بمستوى التعليم في ظل الحرب، وتشير آخر الاحصائيات لمنظمة اليونيسف إلى أن عدد المدارس المتضررة والمدمرة في سورية قد وصل إلى حوالي  3000 مدرسة، إضافة إلى استخدام حوالي 1500 مدرسة كمأوى للنازحين.

ومع اقتراب امتحان شهادة التعليم الأساسي والثانوي، تلاحظ الوزارة غياب عدد كبير من الطلاب عن مدارسهم، ومخالفة القوانين فيما يتعلق بفترة الانقطاع المخصصة لمراجعة المنهاج الدراسي، فالمادة 16 من النظام الداخلي للتعليم ينص على إنه "يجب ألا يقل دوام الطالب في المدرسة عن 75% من أيام الدراسة الفعلية في فصلي السنة كل على حدة، ويحرم الطالب من الاشتراك في الامتحان الفصلي إذا لم يحصل على النسبة المذكورة".

 

هذا وقد حددت التربية وقت الانقطاع بفترة معينة.

وتنص المادة 18 أنه " إذا بلغت أيام تغيب الطالب دون مبرر (16) يوماً خلال السنة الدراسية يفصل من المدرسة ويعد راسباً في صفه سواء كانت متصلة أو منفصلة".
في حين توجد العديد من الأسباب التي تضطر الطلاب للغياب تضيع مبرراتها بين الطالب والأهل والمدرس، خاصة في ظل الحرب التي تعيشها سوريا والأضرار التي ألحقت بقطاع التعليم ومنها:
* نزوح الطلاب
* تهدم عدد كبير من المدارس
* مدارس تقع في مناطق الاشتباك
* نقص في عدد المدرسين
وأيضاً عدم توفر الحوافز داخل الصف، بالتالي عدم إحساس الطالب بفائدة المواد الدراسية مع ضخامة المنهاج المدرسية وتشعبها، ما يؤدي لعدم اتمام الخطة الدراسية المخصصة في الوقت المناسب.

 

أما بالنسبة للأهل فهم يشعرون بضغط كبير، وقلق دائم نتيجة لغياب أبنائهم عن المدرسة، الذي بدوره سيحرمهم من اتمام المناهج، مما يضطر الأهالي الاعتماد على الدروس الخصوصية، الأمر الذي يعتبر عبئا إضافيا عليهم.
 

ويقول أبو فادي:" المدرس لا يتابع الطلاب مع اقتراب موعد الامتحانات، و المنهاج لم ينتهي بعد، وأكثر من نصف الكتاب يبقى مهمة الطالب والأهل، والحل الوحيد بالنسبة لنا الانقطاع عن المدرسة كونها تشكل مصدر الهاء كامل لابني".

وتؤكد جيهان أنها لم تكن ترغب أن تنقطع ابنتها عن دوام المدرسة لكن لايوجد سوى هذا الحل وتقول: "الجأ الى الدروس الخصوصية لتكمل ابنتي المنهاج، مع العلم أنهم لم ينهوا المنهاج، وتكلفة الدروس غالية، والأساتذة هم أنفسهم أساتذتها في المدرسة".

أما أبومحمد فيقول: "نزحنا من بيتنا ولا قدرة لنا على الدفع لدروس خصوصية، والأفضل أن يتم ابني منهاجه الدراسي في البيت، وشو ماطلع معو منيح".

 

وللمدرسين كلمة فيما يتعلق بهذا الموضوع

فيقول بشار مدرس رياضيات: "المناهج مكثفة جدا، وعدد الطلاب كبير والحصص المخصصة للدرس قصيرة جدا، العطل تفوق المنهاج، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أن اداوم في أوقات العطل الرسمية لتدارك النقص دون أي تعويض من التربية".

وتضيف رهام مدرسة عربي: "ينقطع الطلاب عن المدرسة قبل الوقت المحدد لاعتقادهم أنهم سينهون المنهاج أسرع دون مراعاة القواعد والقوانين"
وتؤكد: " نحن نعاني أيضا من نقص في الكوادر المؤهلة لتدريس المناهج الحديثة ما يسهل هذا الموضوع على الأهل بحجة لا اساتذة جيدين".

 

من جهته بيّن مدير التعليم الأساسي في وزارة التربية  في تصريح لصحيفة تشرين الرسمية "بعد التثبت من أن انقطاع التلميذ غير مسوغ مدة سبعة أيام من الدوام تقوم لجنة المتابعة بالمدرسة برئاسة المدير والتنسيق مع أمين السر للتواصل مع ولي الطالب المنقطع ويؤخذ منه تعهد خطي يحفظ في إضبارة التلميذ، أما إذا لم يرسل الولي التلميذ إلى المدرسة خلال أسبوع من تقديمه التعهد الخطي يقوم أمين السر برفع قائمة إلى مديرية التربية".
 

إرينا الشرع_ مركز الاعلام الالكتروني

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=20451