نافذة عالمية

الإدارة الأميركية تعلم أن "جبهة النصرة" تنتج وتستخدم السارين وترتكب المجازر


أكد الصحفي الأميركي سيمور هيرش أن إدارة الرئيس باراك أوباما وأجهزة الاستخبارات الأميركية أخفت معلومات خطيرة تتعلق بامتلاك "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي إمكانية علمية ولوجستية لانتاج واستخدام غاز السارين وارتكاب المجزرة في الغوطة الشرقية في 21 آب الماضي ولم يكن لديها أي قرائن أو معطيات يعتد بها تدين الحكومة السورية.
وأوضح هيرش في تحقيق مطول نشرته مجلة (لندن ريفيو أوف بوكس) الأحد 8 كانون الأول " أن أوباما كذب على العالم حين لم يعترف بما هو معروف لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية وهو أن هناك مجموعات لا سيما "جبهة النصرة" لديها القدرة على استخدام غاز الأعصاب وخاصة غاز السارين وأن الجيش السوري ليس وحده على الساحة السورية من يستطيع استخدام الأسلحة الكيميائية".
وكشف هيرش استناداً إلى وثائق اطلع عليها ومقابلات أجراها مع مسؤولين أميركيين عن "أن وكالات الاستخبارات الأميركية وخلال الأشهرالتي سبقت المجزرة أعدت سلسلة من التقاريرالسرية للغاية التي تؤكد أن "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة لديها إمكانيات تقنية لإنتاج غاز السارين وكانت قادرة على تصنيعه بكميات لكن الرئيس الأميركي وإدارته كذبا على العالم حين أخفيا ذلك وأبعداها عن الشبهة".
ولفت هيرش الى إن أوباما وحين قرر شن العدوان على سورية في أيلول الماضي لم يبلغ العالم القصة الحقيقية والكاملة لموضوع المجزرة الكيميائية وأخفى معلومات مهمة بشأنها وقدم للرأي العام افتراضات على أنها حقائق.
وأشار هيرش إلى ما نقلته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية عن تقرير للمخابرات البريطانية يتحدث عن أن الاستخبارات الأميركية كانت تعلم بأمر المجزرة قبل حصولها بثلاثة أيام، مضيفاً" إن مصدر معلوماتها عن المجزرة قبل حصولها بثلاثة أيام يعني أنها كانت تراقب الأسلحة الكيميائية للجيش العربي السوري بينما كانت هناك أسلحة كيميائية أخرى غير مراقبة في جهة أخرى يجري استخدامها".
وتوقف هيرش في تحقيقه عند تقرير خبراء الأمم المتحدة الذين أعدوا تقريراً ميدانياً عن المجزرة لاسيما نوع القذائف المستخدمة فيها واستند هيرش في تحليله وتفنيده للتقرير ومغالطاته على البروفيسور ثيودور بوستول أستاذ التكنولوجيا والأمن القومي في معهد "ماساشوستس للتكنولوجيا" والمستشار العلمي لرئيس العمليات البحرية في البنتاغون ليقول "إن القذائف المستخدمة وبخلاف ادعاءات تقرير الأمم المتحدة الذي يتحدث عن أن مداها نحو 9 كيلومترات هي من صنع محلي ولا يصل مداها لأكثر من كيلومترين كما أن زاوية طيرانها تشير إلى أنها لم تطلق من مواقع تابعة للجيش السوري".
وكشف هيرش عن وثيقة للمخابرات الأميركية أعدت أواسط الصيف الماضي وتتعلق بخبير الأسلحة الكيميائية السابق في الجيش العراقي زياد طارق أحمد الذي انتقل إلى سورية للعمل مع المنظمات الإرهابية حيث نقل هيرش عن مستشار في الاستخبارات الأميركية قوله إن"زياد طارق أحمد هو المسؤول الأول لدى (جبهة النصرة) عن تصنيع الأسلحة الكيميائية وله سجل حافل في تصنيع غاز الخردل في العراق فضلاً عن شخص آخر اضطلع في استخدام السارين".
وأضاف "إن نائب مدير استخبارات الدفاع الأميركية ديفيد ار شيد حصل في 20 حزيران الماضي على خلاصة تقرير سري من أربع صفحات حول قدرات (جبهة النصرة) على إنتاج غاز الأعصاب".
وختم هيرش تحقيقه بتسجيل مفارقة مذهلة "في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة السورية في تدمير أسلحتها الكيميائية تحت إشراف الأمم المتحدة تستمر "جبهة النصرة" في مراكمة خبرتها وإمكانياتها لإنتاج السارين لينتهي الأمر على الأرجح بأن تكون الطرف الوحيد في سورية الذي يمتلك الأسلحة الكيميائية".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=2021