تحقيقات وتقارير

هل يصلح رجال الدين ما أفسده المتطرفون..؟


"واجهتم الأزمة في البدء بفقه الأزمة الذي صححتم به الأفكار المشوشة والعقول المضطربة وانتهيتم بمشروع ( فضيلة ) الذي يتناول الأخلاق ، ونحن اليوم بأمس الحاجة لتكريس القيم الأخلاقية"، بهذه العبارة أشاد السيد الرئيس بشار الأسد بدور العلماء والدعاة والداعيات بعد لقائهم في ختام المؤتمر السنوي لوزارة الاوقاف في نهاية كانون الثاني الماضي، والذي كان ثمرة نتاجه مشروع "فضيلة" الذي جاء لتحصين الفكر السوري الوسطي، والاجيال من التحريف الديني وإرهاب "داعش" والتطرف.
 

وتحت شعار "مصممون على استئصال الارهاب والافكار المتطرفة، وما نحن فيه سببه البعد عن الدين وليس الدين" تبنى علماء ودعاة وداعيات سورية مجموعة من الخطب المنبرية (52 خطبة) لعام 2015، يلتزم بها خطباء المساجد باسم "فضيلة"، لتكريس القيم الوطنية والاخلاقية المستوحاة من منهج النبي محمد "ص"، وحول متابعة تنفيذ المشروع قال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف لمركز الاعلام الالكتروني إن "العلماء والخطباء تبنوا المشروع ومن البديهي أن يلتزموا به، فهم يتواصلون مع الوزارة عن طريق الموقع الالكتروني الخاص بالوزارة والذي ينشر في أحد زواياه موضوعات الخطب، كما أن لنا لقاءً دورياً كل 3 أشهر أو حسب ما تطلب الحاجة مع الدعاة والداعيات والخطباء، وفي جميع المحافظات السورية".
 

فقه الازمة لمواجهة فقه الفتنة
وعن برنامج فقه الازمة قال الوزير السيد "أثناء اللقاء التاريخي للسيد الرئيس بشار الأسد مع العلماء في نيسان الماضي لفت الى عناوين عدة لتكريس جهود القائمين على العمل الديني في سورية للتصدي للمشروع التكفيري التدميري الذي يستهدف المنطقة وخاصة سورية.. فالوزارة عمدت الى إصدار الاجزاء الاربعة للسلسلة التنويرية_الاسلام بين المصطلحات والمفاهيم باسم (فقه الأزمة) الذي وصفه الرئيس الاسد بأنه إنجاز وطني سيحمي البلد وهو مواجه لفقه الفتنة"، وأضاف الوزير السيد "لعب فقه الازمة دوراً كبيراً في التصدي للفكر المنحرف والمتشدد، بالتركيز على تصحيح المفاهيم الحقيقية للمصطلحات العقدية والفكرية وتوضيح حقيقة الدين من خلال المؤسسات لتكون نموذجاً يحتذى في العالم العربي والاسلامي باعتبار دمشق عاصمة الحضارة العربية والاسلامية".
وتضمنت الاجزاء الاربعة الموضوعات التالية:
 

الجزء الاول: الوهابيون خوارج هذا العصر، الكفر والتكفير وضوابطهما، الإخوان المسلمون (ج1)، أدعياء السلفية في الميزان، مفهوم الجهاد في الإسلام، دعاة فتنة لا دعاة رحمة.
 

الجزء الثاني: مصطلحات أفرزتها الأزمة، مفهوم الثورة في الإسلام، مصطلح "جهاد النكاح" وحقوق المرأة في الإسلام، المنهج النبوي في الدعوة وموقع الأحزاب الدينية منه، وحدة الأمة في ظل احترام أبنائها المتبادل وغنى التنوع المذهبي، أهمية المذاهب الفقهية في رعاية الوحدة الإسلامية.
 

الجزء الثالث: خارطة طريق العمل الدعوي والإرشادي، محاولات زرع الفتنة الطائفية في سورية …. متى وكيف ولماذا؟، الحركة التكفيرية الوهابية، الإخوان المسلمون"ج2 _ج3، المواطنة في الإسلام، التكفيريون والجهاد المعاصر، الخطاب الإسلامي والتجديد.
 

الجزء الرابع: التعامل مع غير المسلمين في الشريعة الإسلامية، دعاة إلى الله لا دعاة على أبواب جهنم، الإسلام بين التطرف والاعتدال، أفعال شرعها الإسلام وأنكرها الوهابيون، في سبيل النهوض بالأمة، الفرق الإسلامية قديماً وحديثاً، ممارسات بحق المرأة يرفضها الإسلام.
 

رسالة المسجد
وعن رسالة المسجد قال الوزير السيد "في مؤتمر استمر لاسبوع في وقت سابق من العام الماضي حددت الوزارة رسالة المسجد متمثلة قول الرئيس الاسد (المنبر موقع عام له حرمة وقواعد وأصول )، حيث عملت الوزارة على تحديد معايير وضوابط الخطاب الديني والخطابة المنبرية ومهام القائمين بالشعائر الدينية كما حددت دليل الخطابة من خلال المنطلقات الفكرية في خطاب الرئيس الاسد للدعاة والداعيات"، وأشار الوزير إلى أن ذلك كله "لحماية منابر سورية من أيّ اختراق فكري منحرف والالتزام بالوسطية والاعتدال"، وأضاف الوزير السيد أن "مجالس العلم تأتي إكمالا لدور المنبر، حيث أطلقت الوزارة مؤخراً مجلس النور المحمدي في الجامع الاموي".
 

أزمة أخلاق
و من أهم الموضوعات التي تبناها مشروع "فضيلة" كان "المنظومة الاخلاقية" لتكريس القيم والوطنية.. وفي السياق أكد الوزير السيد أن "ديننا هو دين التفكير لا التكفير ودين الاخلاق والبناء لا التطرف والاعتداء"، وأضاف "حمل المشروع اسم المنظومة الاخلاقية لتكريس الفضيلة ومنع الرذيلة كل ذلك جاء بعد أن أوضح الرئيس الاسد أن أهم أسباب الازمة السورية التي نعيشها هو غياب الاخلاق، وعدم الربط بينها وبين الممارسة الدينية، وهي أهم المشاكل التي ينبغي إيجاد الحلول لها"، وأوضح الوزير السيد أن وزارة الأوقاف عملت على شرح تفصيلي لاهمية الاخلاق مستشهدة من القرآن الكريم، والسنة النبوية قائلة إن "غياب الاخلاق في الامة دليل على انحطاطها ومؤشر على سقوط حضارتها"، ووجهت الدعاة وخطباء المساجد لتمثل اخلاق النبي (ص) في سلوكهم وأفعالهم، لان الناس ينظرون اليهم على أنهم ورّاث النبوة والقدوة التي يتأسون بها في حياتهم، بحسب الوزير.
 

"مشروع يا شهيد يا منصور".."مشروع وفاء"
وأطلقت الوزارة "مشروع يا شهيد يا منصور" الذي جاء لتبيان حقيقة الشهادة في سبيل الله، والتي تعني الوطن وحراسته وحمايته وليس التفجير والتفخيخ والتخريب والانتحار، أما المشروع الثاني فيحمل اسم "مشروع وفاء" لشهداء الجيش العربي السوري يشرح المعاني النبيلة، والمساهمة في دعم أسر الشهداء والجرحى، وختم السيد الوزير حديثه بـ"شام شريف لها معنى قدسي، فمعظم مسلمو العالم يطلقون هذا الاسم على شامنا لانهم عرفوا أن المؤسسة الدينية في أرض الحجاز، وفيها الاماكن المقدسة انحرفت بشكل كامل عن الدين، كما أن عدد من المؤسسات الدينية تم تدجينها سياسياً وهذا شيئ خطير، الا أننا نحن نريد بالفعل مؤسسة دينية تحمل في طياتها التراث الشامي العريق في الاعتدال ليبقى "شام شريف".

 

المؤسسات الدينية خلية نحل لا تهدأ، واضعة نصب عينيها حماية سورية من الارهاب والفكر التخريبي الذي ينفذ مشروعه الهدام باسم الاسلام وهو منهم براء، لكن السيد الرئيس طالب القائمين على العمل الديني أن لايسمحوا لدعاة الوهابية والفكر الظلامي أن يسيطروا على وطننا لاسياسياً ولا دينياً، فالفكر الديني لبلاد الشام هو الذي يقوم بحماية الاسلام الحقيقي، فهل سيؤدي هذا الدور وينتصر في هذا الصراع الذي وصفه السيد الرئيس بأنه تاريخي، خاصة وأن الدور الوطني لرجال الدين كان مشككاً به منذ بداية الازمة الا أنه اتضح بالنسبة للكثيرين.

مركز الاعلام الالكتروني_ طارق ابراهيم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=19274