نافذة على الصحافة

"الشرق الأوسط": سلاح خرافي سيستلمه لبنان


علقت الصحف اللبنانية على خبر نقلته صحيفة الشرق الاوسط السعودية قائلة:

اهتمت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة من لندن بمسألة تسليح الجيش اللبناني "بسلاح خرافي" من قبل فرنسا في إطار الهبة السعودية, وقالت إن المسألة اكتسبت تسارعاً مع المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مع الحاكم المفوض لجوقة الشرف في فرنسا, الجنرال جان لوي جورلان، خاصة مع الأنباء عن قيام وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بزيارة رسمية إلى لبنان يومي ٢٠ و٢١ نيسان المقبل، لتسليم الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قالت إنها فرنسية أنها لم تكشف عن نوعية الأسلحة الفرنسية التي ستسلم في المرحلة الأولى من أجل تسليح الجيش اللبناني, إلا أن أوساطاً في وزارة الدفاع قالت قبل أيام إن آخر ما سيسلم للجيش اللبناني هو الطوافات والبوارج العسكرية.

هل ما قالته الصحيفة السعودية خطأ مقصود "لغايةٍ في نفس يعقوب" أم زلة لسان أو أنها عمدت إلى التهويل وتضخيم الأمور كالعادة فالبوارج العسكرية التي قالت أنها ستسلم إلى لبنان هي أكبر السفن الحربية بعد حاملة الطائرات, وذروة استعمالها كانت في الحرب العالمية الثانية، ومع ازدياد أهمية الطيران الحربي، تراجعت أهمية البوارج رويداً رويداً، وبدأت الجيوش تنسق ما لديها، حتى لم يعد هناك أي بارجة عاملة في العالم.

وتعود الصحيفة للإصرار على مسألة البوارج الخرافية, فتقول إنه ينتظر أن يبدأ سريعاً برنامج تدريب وتأهيل الضباط والفنيين اللبنانيين على استخدام الطوافات العسكرية والبوارج في المدارس العسكرية الفرنسية, ومن المنتظر أن يمتد برنامج التعاون الخاص بالصفقة إلى أكثر من ثلاث سنوات، وفق ما قاله وزير الدفاع جان إيف لو دريان للصحيفة.

وبرأي خبراء ومختصون مسألة البوارج لا تتعلق فقط بالفعالية العسكرية، وإنما يحكمها أن سلاحاً بهذه الضخامة يفوق القدرات الاستيعابية لجيش صغير كجيش لبنان؛ فلبنان بحاجة لسفن صغيرة وسريعة تحمي سواحله، ولا نعتقد أن لديه خططاً لتسيير دوريات حربية في المحيط الهادئ مثلاً.

وهذا السلاح الخرافي من الناحية السياسية من شبه المستحيل أن توافق الولايات المتحدة ولا حتى فرنسا، التي يصمون آذانا بأنها تعتبر نفسها الأم الرؤوم للبنان، على امتلاك لبنان لسلاح قوي قد يستخدمه يوماً بوجه العدو الصهيوني.

المسألة الأخيرة هي مادية، فالمنحة السعودية تبلغ مليار دولار، أما «الشرق الأوسط» فتتحدث عن بوارج. والجمع في اللغة العربية يستخدم لأجل الثلاثة فأكثر. أي أن هناك ثلاث بوارج على الأقل. وتكلفتها تفوق المليار السعودي بأضعاف.

مركز الإعلام الإلكتروني 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=18986