نافذة عالمية

العالم ينعي نيلسون مانديلا أحد رموز النضال ضد التمييز العنصري


أعلن الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما عبر التلفزيون الرسمي مباشرة وفاة الرئيس الجنوب افريقي الأسبق نيلسون مانديلا بطل الكفاح ضد التمييز العنصري أمس عن عمر ناهز الـ 95 عاما في منزله بجوهانسبورغ.
ونقلت (ا ف ب) عن زوما قوله للتلفزيون: "إن الرئيس الأسبق نيلسون مانديلا فارقنا.. إنه الآن بسلام لقد خسرت الأمة ابنها الأكثر تأثيرا".
وأضاف زوما.. "إن مانديلا مات بسلام .. لقد خسر شعبنا أباه" مشيداً بالتاريخ النضالي لمانديلا في الكفاح ضد التمييز العنصري.
وتابع زوما.. "سيكون للغالي مراسم دفن رسمية" معلنا أن الأعلام ستنكس اعتبارا من يوم الجمعة وحتى الدفن.
وقال زوما: "فلنعرب عن امتناننا العميق لروح عاشت من أجل خدمة الناس في هذا البلد ومن أجل قضية الإنسانية .. إنها لحظة حزن عميق .. سنحبك دائما ماديبا".
وولد نيلسون روليهلاهلا مانديلا في 18 تموز 1918 وهو سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب افريقيا 1994/1999 وكان أول رئيس من البشرة السوداء لجنوب افريقيا.
وانتخب مانديلا في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق وركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية وعملت حكومته على تشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية.
وشغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الافريقي في الفترة من 1991 إلى 1997 كما شغل دوليا منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998/1999.
مكث مانديلا 27 عاما في السجن أولا في جزيرة روبن ايلاند ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر ونال الحرية عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة.
وتلقى مانديلا الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري ومنح أكثر من 250 جائزة منها جائزة نوبل للسلام 1993 وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من الاتحاد السوفييتي سابقا.
يتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب افريقيا خاصة وغالبا ما يشار إليه بإسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبو الأمة".
وتوالت ردود الفعل المشيدة بمناقب مانديلا عقب الإعلان عن وفاته ونوهت خصوصاً بدوره في مكافحة التمييز العنصري ومساهمته في تطور بلاده على الأصعدة كافة.
فقد أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن إعجابهم العميق بالمزايا الاخلاقية والسياسية الاستثنائية لرئيس جنوب افريقيا الأسبق مشيرين إلى "تضامنهم مع شعب جنوب افريقيا في هذا الوقت الحزين".
ونقلت (ا ف ب) عن مجلس الأمن قوله في بيان إن: "مانديلا سوف يبقى إلى الأبد في الذاكرة كشخص ضحى بقسم كبير من حياته كي يكون لملايين آخرين مستقبل أفضل".
وأضاف البيان إن: "المعركة التي عاشها مانديلا ضد القمع العنصري والدور الحازم الذي لعبه في الانتقال السلمي الذي عرفته بلاده كي تصبح جنوب افريقيا موحدة وديمقراطية يشكلان إرثا دائما لبلده ولباقي العالم".
من جهته اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مانديلا كان "مصدر إلهام للعالم".
وقال بان للصحفيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك: "علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم أفضل".
وفي بكين أشادت وزارة الخارجية الصينية بمانديلا لافتة إلى أنه كان صديقا مخلصا للشعب الصيني وربح احترام وإعجاب الأشخاص في العالم أجمع.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية إن: "بطل الكفاح ضد الفصل العنصري أرسى مساهمة تاريخية في إقامة وتطوير العلاقات بين الصين وجنوب افريقيا".
بدوره قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريح له: "جمعتنا مع الزعيم الاممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب افريقي".
وأضاف عباس: "لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية حين قال إن ثورة جنوب افريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته".
وفي بروكسل وصف رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو مانديلا بأنه "من أعظم الشخصيات في عصرنا" وقال: "إنه يوم حزين ليس لإفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها" بينما قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إن: "جنوب افريقيا فقدت أباها والعالم فقد بطلا".
من جهته أمر الرئيس الاميركي باراك اوباما بتنكيس الاعلام الاميركية حتى مساء الاثنين القادم حدادا على رحيل مانديلا فيما أصدرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بيانا قالت فيه: "نحن مع شعب جنوب افريقيا في حالة حداد بألمانيا على نلسون مانديلا".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=1876