بطل من سورية

الشهيد البطل فادي علي ابراهيم


نرحل ويبقون ليس لأنهم غريبون، بل لأن ذكراهم استحقت صفة الخلود.

 

بغصة وابتسامة اسقبلتنا أم الشهيد فادي علي ابراهيم لتروي لنا قصة الفراق، التي لم يبقى منها سوى مشاهد زينت الجدران ليمسي بيتها مزاراً للذكريات، وقلادة لصورة حبيب تعزي بها نفسها في حالات الشوق الموجع، فقالت: "طالب الشهادة وعاشقها، أبو عنتر" بهذه العبارات عُرف فادي بين رفاقه من رجال الجيش العربي السوري الذين شارك معهم معارك دحر الإرهاب عن سورية.

 

لم ينتظر فادي الواجب أن يناديه فاستعجل خطاه والتحق بقوى الدفاع الشعبية بريف درعا الجنوبي التي استمر تواجده فيها قرابة 6 أشهر، شارك الجيش العربي السوري في مهامه لتحرير المدنيين المحتجزين داخل القرى الجنوبية، كما تمكن مع رفاق السلاح من استعادة السيطرة على عدة كتل ومبانٍ أمنية، ليطلب بعدها فادي بمهمة عسكرية إلى مطار حماه العسكري لإيصال الذخيرة والمؤونة لرجال الجيش العربي السوري قرب المطار.

 

تتابع الأم المفجوعة حديثها لا يصبرها على ألمها سوى فخرها بشهادة ولدها وبلقب أم الشهيد الذي وهبه لها ليكون أغنى ما تملك فقالت: "بين درعا وحماه، استمر تواجد فادي قرابة العام، ليطلب بعدها بمهمة أمنية إلى محافظة حمص، شارك فيها الجيش العربي السوري في معاركه بأحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور.

 

وفي مهمة له داخل حي الجورة تعرض فادي لإصابة بالغة أثناء تقدمه لسحب رفاقه المحاصرين داخل الجامع، علمت من رفاقه عن شجاعته ووفائه وعدم تخليه عن أي فرد منهم بثباته إلى انتهاء مهمته ليتفرغ بعدها لتضميد جراحه، لم تثنِ جراح فادي من عزيمته فلبى نداء الواجب عندما ناده بمهمة جديدة في دمشق حي برزة، فمع ازدياد التوتر الأمني داخل الحي، طلب فادي مع عدد من رفاقه لفك الحصار عن عناصر الجيش السوري المحتجزين داخل الحي، استطاعوا التقدم وتحرير كتلتين من أصل خمس كتل كانت بحوزة العناصر المسلحة المنتشرة بالحي، ومع اشتعال الاشتبكات بالقرب من المدرسة التي احتمى بها المسلحون، توقفت العملية، لكن فادي لم يرضخ للأمر العسكري وتقدم لاتمام المهمة ليؤمن لرفاقه عبور الطريق، فتعرض لطلق ناري في الرأس، فارق على أثره الحياة في اللحظة التي رفع فيها رفاقه العلم على المدرسة ليعلن منطقة آمنة فأغمض عينيه منتصراً، وكان له ما تمنى "الشهادة والنصر معاً".
الرحمة للشهيد والصبر والسلوان لأهله وذويه.

الشهيد من مواليد 25/3/1978.

محافظة اللاذقية، قرية الرويمية.

استشهد بتاريخ 12/11/2013، في حي برزة بريف دمشق.

الشهيد عازب وله ست أخوة.

مركز الاعلام الالكتروني_نوار هيفا

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=18584