لايزال السعودي تركي الفيصل يجول في القارة الأوروبيّة وفي أميركا منذ 11 أيلول، أي منذ التفجيرات التي كادت أن تحدث شرخاً في التحالف السعودي - الأميركي الوثيق، للتقرّب من الصهاينة في الغرب، بحسب تقارير إعلامية.

الرجل الذي شغل منصب مدير الاستخبارات السعوديّة لعقود طويلة، والذي شكّل الحاضنة لتنظيم "القاعدة"، بات مُكلّفاً في إدارة الملفات السرية للعلاقات السعودية الاسرائيلية.

وبحسب معلومات حصلت عليها، أعلنت صحيفة المنار المقدسية أن عشرات اللقاءات عقدت بين الأمير السعودي الفيصل والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيوينة عاموس يدلين، المرشح لتولي حقيبة الدفاع في حال شكل "المعسكر الصهيوني" برئاسة اسحق هرتسوغ وتسيفي ليفني الحكومة القادمة في الكيان الصهيوني .

مصادر عديدة تحدثت للمنار عن أن باریس ولندن وواشنطن حظیت بالعدد الأکبر من هذه اللقاءات بین الأمیر السعودی المذکور والمسؤول الأمنی الصهیونی السابق یدلین، وکشفت هذه المعلومات عن أن الفیصل ویدلین راجعا نتائج ما توصلا الیه من أفکار فی هذه اللقاءات خلال لقاء عقد قبل أسابیع فی العاصمة الأمریکیة واشنطن، واتفقا على مجموعة من الافکار لتجری صیاغتها مستقبلا، على شکل مبادرة لحل الصراع الفلسطینی "الاسرائیلی" تستند الى بعض ما ورد من بنود فی مبادرة السلام العربیة.

وتفید المعلومات أن یدلین أبلغ ترکی الفیصل بأن بعض المواقف التی توصف بالمسلمات فی الجانب "الاسرائیلی" من الممکن تهذیبها لتلاقی قبولا فی الساحة الفلسطینیة، خاصة اذا مورست ضغوط على القیادة الفلسطینیة وأنه سیعمل على طرح المبادرة التی یتفق علیها فی حال تسلم حقیبة الدفاع فی حکومة هرتسوغ اذا ما نجح المعسکر الصهیونی فی الانتخابات «الاسرائیلیة»، مضیفا أن علاقاته القویة مع الادارة الأمریکیة قد تساهم فی موافقة واشنطن على تبنی هذه المبادرة التی اطلعت على اأفکارها.

وكان في آذار الماضي وجّه مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ التابع لجامعة "تل أبيب" دعوة لوسائل الإعلام الغربيّة والعبريّة والعربيّة لمشاهدة اللقاء الذي جمع يدلين والفيصل في العاصمة البلجيكيّة بروكسل.

وكانت المناظرة بين الرجلين تمّت برعاية مؤسسة "مارشال" الألمانيّة في الولايات المتحدّة الأمريكيّة (GMF).

مركز الاعلام الالكتروني