نافذة على الصحافة

المقداد: لا نستغرب أن يروج الغرب لـ"داعش معتدل"


أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن المؤامرة الجديدة القديمة في تأهيل المنظمات الإرهابية وتلميع صورتها على أنها “معارضة مسلحة معتدلة” لن تنطلي على شعبنا وأمتنا ولا على شعوب العالم.

وقال المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم "إن إعلان الاتفاق الأميركي التركي بتدريب مزيد من الإرهابيين في القواعد العسكرية التركية عمل مكشوف لدعم داعش وجبهة النصرة وباقي التنظيمات الإرهابية” مشيرا إلى المحاولات التي تبذلها أطراف إقليمية ودولية لإعادة تعويم بعض المنظمات الإرهابية وتصويرها على أنها “تنظيمات مسلحة معتدلة" وهو ما تناولته أقلام المثقفين والإعلاميين العرب وبدأ الترويج له بعض المحسوبين على "التقدم والاشتراكية" في لبنان وغيرهم من دعاة "المستقبل" من خلال الإعلاميين الذين يدفع لهم أصحاب هذا المشروع على أساس "القطعة".

وأضاف "إن الترويج لهذا المنطق الذي لا يمكن اعتباره إلا جزءاً من الحرب الإرهابية على سورية وغيرها بدأ قبل وأثناء وبعد اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2170 الذي يحدد بالاسم تنظيمي داعش وجبهة النصرة على أنهما تنظيمان إرهابيان"، موضحا أن مجلس الأمن عاد وأكد ذلك في قراريه 2178 و2199 اللذين تم اعتمادهما بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الأمر الذي يجعل هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في منظومة الأمم المتحدة.

وشدد المقداد على أننا لم نعد بحاجة لإثبات الأهداف الحقيقية للتنظيمات الطارئة على واقعنا والدخيلة على بلداننا العربية والإسلامية ومنها جبهة النصرة وهي تعلن للملأ على لسان إرهابييها ارتباطها بـ إسرائيل واستعدادها للعمل يداً بيد معها خدمة لأهداف من يقوم بتشغيلها ويقدم لها السلاح والمال والتدريب والإيواء متسائلاً "لم يكن استهداف جبهة النصرة والجيش الإرهابي الحر وجيش الإسلام وداعش لقواعد الدفاع الجوي السوري والمخيمات الفلسطينية من أقصى شمال سورية إلى جنوبها وعملها المنظم في منطقة فصل القوات وحرص جميع هؤلاء على الاستعانة بقوات العدو الصهيوني على طول خط المواجهة "السوري- الإسرائيلي" إلا الدليل القاطع على صحة ما نقول مضيفا.. لقد عالجت إسرائيل الأم الرؤوم لهذه التنظيمات الإرهابية عناصر هذه التنظيمات في مستشفياتها حيث زاد عدد من عالجتهم وأعادت معظمهم لقتل أبناء وطنهم ما يصل إلى نحو الألفين أما من تستقبلهم مستشفيات النظام الأردني ونظام أردوغان في تركيا فعددهم لا يمكن إحصاؤه.

وبين المقداد أن "الجيش الإرهابي الحر" هو صبي اسطنبول المدلل عندما قام بقطع رؤوس السوريين ورميها في الأنهار والآبار فضلا عن المشاهد التي قام "الجيش الحر" أو ما يطلق عليه التنظيمات "المسلحة المعتدلة" هي التي وضعت رؤوس بعض الضحايا لشوائها على النار واقتلاع الأكباد والقلوب من الشهداء وأكلها موضحا أن من يحمل السلاح على دولته هو إرهابي بكل المعايير والمقاييس ولا مبرر أخلاقياً أو سياسياً أو قانونياً لذلك أو لمن يدعم مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية أو يسكت عليها.

وتابع المقداد إن من يبشر بولادة تنظيم إرهابي من رحم التنظيمات الإرهابية المسلحة هو إرهابي وحاقد وإذا كانت بعض دول الخليج قد استجابت "كما هي العادة" لأسيادها في واشنطن وباريس ولندن التي تبتكر لهم المسميات الجديدة لتبييض صفحة الإرهاب والإرهابيين فكل هؤلاء واهمون ولو نجح هؤلاء في إعطاء أسماء جميلة ومغرية ومضللة وجديدة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي وما يسمى "جيش المجاهدين" و"الأنصار"و كتائب إرهابية أخرى فإنها ستبقى تنظيمات إرهابية.

وقال المقداد إنه "في حال تخلت جبهة النصرة الإرهابية عن اسمها بدافع الحصول على تمويل وإمدادات وخلاف ذلك من مساعدات حكام الخليج وسلطان الأناضول العثماني رجب طيب أردوغان وتابعه أحمد داود أوغلو فإن ذلك لن يغير من قناعة شعبنا وحكمه على هذه التنظيمات ومن يدعمها بأن إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وبعض دول الخليج وتركيا هي التي تقف خلفها وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نقتنع بأن هؤلاء قادرون على تضليل العالم بمقولات "الإرهاب المعتدل" والتمييز بينه وبين "الإرهاب المتطرف".

ولفت المقداد إلى أن تجاهل الأمم المتحدة وبعض دولها الأعضاء لمثل هذه الانتهاكات الصارخة لقرارات مجلس الأمن يعني عملياً الدفع إلى انهيار منظومة الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب هذا إذا تركت سياسات المعايير المزدوجة أي شك في أن المنظومة لم تنهر حتى الآن مبينا أن الكثير من قرارات الأمم المتحدة لا تطبق إلا على الدول النامية أما تلك الدول التي تحميها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومنها بعض دول الخليج وتركيا فإنها تنام قريرة العين مهما وصل حجم دعمها للإرهابيين وزكمت روائح تمويلها للإرهابيين وتسليحها لهم كل الأنوف.

وجدد المقداد في ختام مقاله التأكيد على استمرار سورية في حربها على الإرهاب بالتعاون مع أصدقائها في محور مكافحة الإرهاب وعدم التهاون أو التراجع في ذلك وعدم المساومة على مبادئها وعزمها على مكافحة الإرهاب لافتا إلى أن البطولات التي يسجلها أبطال الجيش العربي السوري وأبناء شعبنا الذين تطوعوا في كل أنحاء سورية لمحاربة الإرهاب ليست إلا دليلا على عزمنا على خوض هذه المعركة إلى نهايتها.

واختتم المقداد مقاله بالقول إن "استمرار الترويج لـ جبهة النصرة على أنها معارضة مسلحة معتدلة” قد تقوم لاحقا بعض الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتدريب عناصرها في تركيا والسعودية والأردن وغيرها من البلدان لم يعد أمرا مستغربا والأكثر من ذلك أننا لن نستغرب بدء الحديث خلال أيام وأسابيع من قبل هؤلاء عن "داعش معتدلة".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=18340