نافذة عالمية

خطة أمنية لوقف تدفق المقاتلين الألمان إلى سورية


قالت صحيفة (دير شبيغل) الألمانية إن ألمانيا تسعى من خلال خطة مدروسة إلى الحد من أعداد الشبان الألمان الذين يتوجهون للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية عبر تطوير شبكة وطنية من الخطوط الهاتفية الساخنة ومراكز الاستشارات لتمكين الآباء أو الأصدقاء المعنيين بالإبلاغ عن الشبان المتطرفين.

وبينت الصحيفة أنه في الوقت الذي يواصل فيه "المقاتلون الألمان" السفر إلى سورية بأعداد كبيرة حيث نجح نحو 230 منهم في الالتحاق بالمجموعات المسلحة دعا بوريس راين وزير الداخلية في ولاية هيسن الواقعة غرب ألمانيا إلى إنشاء نظام للانذار المبكر لمنع هؤلاء الشباب من السفر إلى سورية.

وبحسب تقييم للسلطات الألمانية فإن تلك "الرحلات الجهادية" التي كانت تعتبر سخيفة من قبل والتي كان يقوم بها سلفيون متشددون بصورة متفرقة قد أضحت الآن رحلات عادية.

ولفت راين إلى أن أكثر ما يثير القلق هو بدء استهداف شباب الجامعات قائلاً "إنهم وجدوا من دراسة أجروها بهذا الخصوص بعد تحليل الخبراء لـ 23 حالة تخص مقاتلين سافروا إلى الخارج أن تسعة منهم كانوا يقيمون في ولاية هيسن ويدرسون فيها وتبين أن معظمهم لم يكملوا عامهم الـ 25 وأنهم ولدوا جميعاً في ألمانيا".

وأكد راين أنه يأمل بأن تعمل تلك الحقائق والأرقام المفزعة على إيقاظ باقي زملائه في وزارات الداخلية بالولايات الألمانية الأخرى، مبيناً أنه في مؤتمر خاص بوزارات الداخلية الألمانية سيقام في مدينة أوسنابروك لن يتطرق لتلك الدراسة فحسب بل أنه سيطرح أيضاً فكرة جديدة لمنع سفر "هؤلاء الجهاديين" في المقام الأول.

وأشارت الصحيفة إلى أن راين يريد أن يتم الإسراع في تطوير شبكة وطنية من الخطوط الهاتفية الساخنة ومراكز الاستشارات لتمكين الآباء أو الأصدقاء المعنيين بالإبلاغ عن مثل هؤلاء الشبان ويمكن تقديم نصائح لهم من أجل ثنيهم عن مغادرة ألمانيا.

وأوضح راين أن الأشخاص المقربين من هؤلاء الشباب المقاتلين هم أسرع غالباً في التعرف على توجهاتهم وتصرفاتهم المتشددة لكنهم نادراً ما يبلغون السلطات بشأنها لأنهم لا يعرفون ببساطة الجهة التي يمكنهم الاتصال بها بهذا الخصوص.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين أسباب "رواج سياحة الجهاد" وتنامي معدلاتها هو حقيقة أن السفر إلى سورية أكثر بساطة وسهولة من محاولة الوصول إلى مناطق ساخنة أخرى مثل المناطق القبلية في شمال غرب باكستان فهم لا يحتاجون لتأشيرة كي يدخلوا تركيا ومن الحدود يمكنهم الوصول إلى شمال سورية.

في سياق متصل، كشفت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية أن أكثر من 300 بريطاني يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ما يثير مخاوف الحكومة البريطانية بشأن عودتهم مرة أخرى إلى البلاد مدربين على أحدث التقنيات الإرهابية.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تعتبر الأزمة في سورية أحد أكبر التهديدات لأمنها القومي وذلك أكثر من التهديدات التي يشكله لها تنظيم القاعدة على الحدود الباكستانية المتاخمة لأفغانستان بسبب الأعداد الكبيرة من البريطانيين الذين اتجهوا إلى سورية بغية القتال فيها.

وأبلغت مصادر استخباراتية بريطانية الصحيفة المذكورة بأن البريطانيين يشكلون أكبر قوة من أصل نحو ألف مقاتل غربي يقاتلون إلى جانب المجموعات المسلحة في سورية.

وأوضحت الصحيفة أن فرنسا وأستراليا لديهما نحو 200 يقاتلون في سورية مع آخرين قادمين من دول من بينها الولايات المتحدة وكندا.

من جانبه قال ريتشارد والتون رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في سكوتلانديارد "إن مراهقين بريطانيين من عمر 16عاماً يسافرون إلى سورية للمشاركة في القتال هناك".

وأضاف والتون أن هناك مؤشرات على أن الشبان البريطانيين العائدين إلى بلادهم من سورية تلقوا أوامر من متشددين على صلة بتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات على أراضيها مشيراً إلى أن شرطة لندن نفذت عدداً كبيراً من العمليات الأمنية لحماية البريطانيين.

وتابع والتون "لا أعتقد أن الناس يدركون خطورة المشكلة وأعتقد أن الآثار المترتبة على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس سنوات القادمة هي عميقة جداً حيث لدينا على الأرجح نحو 200 بريطاني ذهبوا إلى سورية وعاد بعضهم".

ونقلت الصحيفة عن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي قولها "إن حكومتها تدرس تجريد المشتبه بتورطهم في الإرهاب من جنسيتهم بإلغاء جوازات سفرهم إذا كانوا ذهبوا إلى الخارج للقتال ومنعهم من العودة إلى بريطانيا".

وأوضحت ماي أنها ألغت جوازات سفر لبريطانيين مزدوجي الجنسية مشتبه بهم، مضيفة "أن الحكومة تخطط لأبعد من ذلك عن طريق تمرير قانون من شأنه أن يسمح لها أن تفعل الشيء نفسه مع الناس الذين لديهم جنسية واحدة فقط ومتهمين بالإرهاب".

وأشارت عدة دراسات سابقة الى أن ما بين 200 و 400 مسلح من كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد توجهوا إلى سورية وأن عدد المجموعات المسلحة الموجودة داخل البلاد يتراوح بين 1600 وألفي مجموعة ومن بين أكبر تلك المجموعات وأكثرها تأثيراً مايسمى "جبهة النصرة" و"دولة الإسلام في العراق والشام" المرتبطتين بتنظيم القاعدة الإرهابي.

من جانبه أكد الرئيس الشيشاني رمضان قادروف أن مشاركة آلاف الشيشانيين في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تجعل مسألة تدريب كوادر مكافحة الإرهاب في الجمهورية أكثر إلحاحاً.

وأوضح قادروف في تصريح صحفي نشره موقعه الرئاسي والموقع الحكومي في الجمهورية كما نقله موقع (روسيا اليوم) الالكتروني أن "وجود آلاف المقاتلين في سورية حسب معلومات أجهزة الأمن الروسية يشكلون خطرا جديا وتهديدا حقيقيا لبلدنا" لافتا إلى وجود قطاع الطرق في ضمن هذه المجموعات يؤكدون من خلال تسجيلات فيديو يبثونها يوميا إنهم سينتقلون بعد سورية إلى شمال القوقاز للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية.

وقال "لا نستطيع أن نستمع بهدوء إلى هذه التهديدات وننتظر حتى يتحرك هذا الطاعون باتجاه روسيا لذلك تجرى الاستعدادات المخطط لها بشكل يتجاوب كليا مع التشريعات".

 

 

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=1816