نافذة على الصحافة

الخرطوم على طريق دمشق


تحت عنوان "تحولات في السياسة العالمية والعربية تجاه سوريا.. الخرطوم على طريق دمشق" نشر موقع وكالة فارس الايرانية مقالاً قال فيه إن "ملامح السياسة العالمية بدأت بالتغير.. فالغرب يخاطب دمشق برسائل غير مباشرة، والمزاج العربي العام بدأ بالتحول نحو التصالح مع النفس والعودة إلى أبواب سوريا لمساندتها في مواجهة الإرهاب والبحث عن حلول سياسية للأزمة السورية، وإن كانت الحكومة الكويتية هي البادئة بالأمر عبر إعادة فتح السفارة السورية في أراضيها، فلن تكون السودان هي الأخيرة من العرب بما أكده الرئيس عمر حسن البشير الذي يزور دولة الإمارات العربية".

وأوضح المقال أن هذا التحول في المناخ العام للسياسة الدولية يترافق مع تحول في الداخل السوري من قبل قوى المعارضة الداخلية في نظرتها إلى طبيعة التعامل مع الحكومة السورية، فالإرهاب وحدّ السوريين على رؤية واحدة تؤكد ضرورة التخلص من التنظيمات التفكيرية من خلال حل يوحد الجبهة الداخلية في سوريا، وباتت المعارضة تدرك أن التمسك بالمطالب الخشبية لم يعد ممكنا وفقاً لمتطلبات المرحلة المتأزمة من صراع الوجود الذي تخوضه الدولة السورية ضد التنظيمات التكفيرية العاملة لصالح مخابرات دول الغرب باعتراف ضباط و مسؤولين أمريكيين، وعلى ذلك كان التحول منطقياً بالنسبة لقوى المعارضة الداخلية نحو التصالح مع الواقع والبحث عن مخارج حقيقية لما تمّر به بلادهم، وهذا يتوافق أصلاً مع جملة التوافقات الدولية التي تمّر بها المنطقة والتي تعكس القوة الدبلوماسية الكبيرة لروسيا والصين وإيران، كدول شكلت محور مواجه للمدّ الأميركي نحو القسم الشرقي من العالم، وهو القسم الأكثر غناً بالثروات الطبيعية وخاصة مصادر الطاقة التي تحتاجها الدول الغربية لبناء الرفاهية اللازمة لضمان التوجهات العامة لمزاج الناخب في كل من هذه الدول.

وأضافت الوكالة أن المخاوف الأوروبية من تصاعد حدة العمليات الإرهابية داخل أراضيها دفعها نحو اللهاث إلى الوصول إلى توافق حول الملف النووي الإيراني يمكن من خلالها خرق الجليد مستقبلاً مع دمشق، فالتحالف والتكامل ما بين قطبي محور المقاومة الأساسيين يفضي إلى أن العلاقة الجيدة مع أحدهما ستسهم في المرونة والحصول على بعض من التوافقات مع الآخر، على الرغم من إن كل من هذين القطبين – سوريا و إيران- يعمل على ملفاته دون المساومة على ملفات الدول الصديقة، وضمن مظلة من الاحترام المتبادل، وهذا يعني بالمطلق أن إيران حين جلوسها إلى طاولة المفاوضات حول ملفها النووي تضع خط أحمر حول سوريا، والعكس بالعكس.

وأكدت الوكالة في مقالها أن جمود العلاقة بين دمشق والمحور المعادي لها لا يأتي من تعنت الحكومة السورية بل يأتي من فهم عام لدى دمشق مفاده أن الحرب على الإرهاب تتطلب التخلي عن ازدواجية المعايير التي يتمسك بها المحور الأمريكي في حربه المزعومة ضد "داعش"، ولا يمكن لدمشق أن تسلم الكم الهائل من المعلومات التي تحصل عليها تباعاً نتيجة للحرب الطويلة مع التنظيمات التكفيرية بما فيها "داعش" للدول المعادية لسوريا، دون أن تتخلى هذه الدول عن حلم تقسيم الدولة السورية لحساب الكيان الإسرائيلي، وهذا يتطلب أن تساوي دول التحالف الأمريكي بين كل التنظيمات المسلحة في سوريا ودون أن تخلق مصطلحات تشرعن من خلالها دعم الإرهاب كمصطلح "المعارضة المعتدلة".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=18050