نافذة على الصحافة

الوطن العمانية: باختصار .. الذاكرة العربية المثقوبة


نشرت صحيفة الوطن العمانية مقالاً تحت عنوان " باختصار .. الذاكرة العربية المثقوبة" أشارت فيه إلى مرور ذكرى الوحدة بين سورية ومصر كأنها حدث خارج الأمة.

قالت الصحيفة: ليس بالفرح يتوحد العرب ولا بالمصائب يتوحدون .. قرروا أن يظل سايكس بيكو ذاكرة حية، كما قرروا أن أفضل الوحدة هو القطرية كما يقول بعض الجهابذة من أن تعزيز القطرية يعني تعزيزا للقومية, هكذا تمر ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا كأنها حدث خارج الأمة .. إذا كانت الأجيال الصغيرة لم تعر الذكرى أي انتباه، فلماذا الكبار الذين عاشوها نسوها أو تناسوها, وهل ينسى المرء قوته الأكبر وعزه الاسمى، الوحدة طاقة الأمة، عظمتها، شوقها للشموخ.

وأضافت: حين تحققت وحدة مصر وسوريا ( 1958 ) كانت ظروف الأمة صعبة، وما هو ممنوع عليها اليوم كان غير مسموح في السابق، ويوم جن الفرح الشعبي العربي بهذا الانجاز، فقد سجل انضمامه له، ورغبته في أن تعم أرجاء الوطن العربي, وحين وقع الانفصال بعد سنوات ثلاث من تحققها، كان الاصرار أكثر تشبثاً بها، بل تمسك الى الحد الذي كاد أن يصنع وحدة ثلاثية ينضم فيها العراق الى سوريا ومصر.

وتتابع الصحيفة: إنها لأيام حزينة على العرب أن تغدو اقطارها مكشوفة أمام كل الاعتداءات التي تواجهها، وهذا الانكشاف مصدره قطريتها، التفرد بكل قطر عربي لوحده .. منذ سقوط الوحدة الى اليوم طالت السقطات العربية بل طالت الهزائم مرات أمام إسرائيل وكذلك أمام اشكال الاستعمار الذي كان آخره الاميركي في العراق.

ماذا لو كانت الأمة كياناً واحداً اليوم، وماذا لو كانت جغرافيتها موحدة، سيكون لها كل الفعل الوجودي .. العالم نحو التوحد والعرب ديمومة التفرق، القوة الاميركية كامنة في وحدتها، واوروبا اليوم تعيش وحدتها التي انقذتها من أن تكون عجوزا، فأعادت لها الحضور الدولي رغم الحرب السرية الاميركية عليها.

سلام الى تلك الأيام التي انتزعت فيها مصر وسوريا تجربة من تاريخها، ورغم تراجع التجربة إلا أنها أكدت الحدث المدوي، وأكدت أن تكلفة إقامته ليس سوى بضع كلمات قليلة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=17987