تحقيقات وتقارير

أزمة التيار الكهربائي تولّد جملة من الأزمات


الإعلام الإلكتروني
تعدّ الكهرباء عصب حياتنا اليوميّة، فلا يمكننا القيام بمعظم نشاطاتنا على تنوعها وتعددها إلا بوجود وخدمة التيار الكهربائي، ومع عدم جديّة الأبحاث في الوصول إلى طاقة بديلة للكهرباء زاد الاعتماد عليها بحيث أصبحت ضرورة لا بدّ منها، وفي ظلّ الأزمة السوريّة يمكن استيضاح معاناة الإنسان بقوة، حيث تفتقد الحياة لبرنامج منتظم، وتتعدد الأسباب، وتتوالد المشاكل التي سنسلّط الضوء عليها، ونتابعها ضمن ملف أزمة التيار الكهربائي بين أسبابها وحلولها.
تتعرض مناطق ريف دمشق لانقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، وسنتناول مناطق هذا الريف لاتساعه ولخصوصيّة كلّ جهة منه، في الجغرافية، وعدد السكان، ومسألة الهجرة، ووعي الناس فيه لمسألة التقنين، والحالة الأمنيّة المتباينة. والبداية من مدينة "جرمانا" التي تعاني من أزمة حادة في انقطاع الكهرباء، بعدما أصبح عدد القاطنين فيها أضعاف ما كان عليه سابقاً، الأمر الذي أدى إلى زيادة استخدام التيار الكهربائي، مما أثر سلباً على الشبكة الكهربائيّة من حيث ارتفاع حمولة مراكز التحويل القائمة وارتفاع حمولات مخارج التوتر الكهربائي المتوسط بالإضافة للاستجرار غير المشروع، بالتالي الاصطدام بنتيجة مفادها سلسلة أعطال في مراكز التحويل والشبكات.
"سعيد" موظف حكومي من سكان مدينة جرمانا، التقيناه، فحدثنا عن واقع الكهرباء فيها: " إنّ المعاناة تزداد يوماً بعد يوم في منطقتنا، ويوجد حارات وأحياء تبقى دون كهرباء لأيّام عديدة، كما يوجد أبنية لا تصلها الكهرباء مطلقاً، فيما تصل لأبنية مجاورة  تماماً لها، وهذه الأمور والتجاوزات لم يعدّ من الممكن قبولها، ومن جهةٍ أخرى فإنّ صبر الأهالي ضاق كثيراً من ممارسات إدارة مركز الطوارئ لاتباعهم سياسة التعامي وإهمال الشكاوى وعدم معالجتها".

بدوره أوضح ((قسم كهرباء جرمانا)) لـ"الإعلام الإلكتروني" أنّ وضع الكهرباء الآن استقر وفق التقنين على مرحلتين: الأولى كل 3 ساعات تبدأ من الساعة 06:30 حتى الساعة 18:30 بالتناوب، بعدها تبدأ المرحلة الثانية في ثلاث فترات أيّ كلّ ساعتين بالتناوب، وذلك لنقص مادة الفيول المغذي لمحطات التوليد.
بالرغم من العمل على نظام تقنيني تتمّ محاولة تطبيقه بصورة جيّدة على جهات المدينة وأحيائها إلا أنّ للانقطاعات المفاجئة للتيار الكهربائي حضوره المستمر أيضاً فـ"ابراهيم" أحد سكان جرمانا وهو ربّ لأسرة مكونة من 5 أطفال وزوجة  يقول:" لقد تفائلنا عندما انتظمت ساعات التقنين الكهربائي، فبتنا ننظم نشاطاتنا بناءاً على هذه الساعات واكتفينا بها إلى حدٍّ ما، لكن سرعان ما تبخر التفاؤل وعدنا للمعاناة مجدداً، فالانقطاعات المفاجئة خلال ساعات التقنين ضربت بحياتنا ونشاطاتنا عرض الحائط، لدجة أنّنا لم نعدّ قادرين على احتمال المسألة، فبتنا فريسة سهلة للظلام في أيّ لحظة لا سيّما وأنّ شكاوينا التي نرسل بها للجهات المسؤولة تكررت ودون استجابة مرجوّة".
بالعودة لـ"قسم كهرباء جرمانا" عزا الأخير أنّ الانقطاع المفاجئ خلال ساعات التقنين سببه أنّ مخارج المدينة محمّلة بحمولات عالية بسبب الوافدين للمدينة خلال الأشهر الماضية، وتتمّ إعادة معظم المخارج للخدمة، وتأمين التغذية الكهربائيّة لمعظم الأحياء مع العمل لإعادة باقي المخارج للخدمة.
من جهة ثانية تعاني المدينة من ظاهرة استجرار الكهرباء بطريقة غير مشروعة، وقد تكررت هذه الظاهرة مؤخراً من قبل الناس مما سبب ضغطاً جديداً على مسألة التقنين الخاصّة بالمنطقة، وحول ذلك يوضح "قسم كهرباء جرمانا:" عانينا من هذه الظاهرة كثيراً، فالبعض يسعى لإيجاد حلول سريعة وغير مشروعة على حساب الآخر، غير مدرك للمشاكل التي يخلفها، وللأضرار التي يتسبب بها على مدى أيّام نتيجة التعديات، لكن سارعنا بإيجاد الحلول المناسبة، فقد تمّ القيام بحملات هدفت لتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين، وإزالة كافة التعديات على الشبكة في تلك الأحياء".
ولدى العودة لـ"وزارة الكهرباء" كان هناك رأيّاً مختلفاً يبتعد - نوعاً ما عن معاناة المواطن التي أسلفها تقريرنا! تبعاً لما قدمته الشواهد السكانيّة، فكان الردّ: "أضافت الوزارة في برنامجها خمس محوّلات جديدة خدّمت أحياء ( الأوسكار – الروضة – النوافير) ونعمل على تخديم حيي (الجناين وتلاليح) قريباً
وبين المواطن ووزارة الكهرباء تبقى جولتنا دون إجاباتٍ قاطعة وواضحة ترضي من يقع فريسة الظلمة والبرد في فصل الشتاء الأقسى منذ سنوات، فالمعاناة مستمرة وبحاجة لحلول سريعة وجذريّة لا بدّ من تبنيها من الوزارة مباشرةً، وإلى أنّ تتمّ هذه الخطوات سنبقى على مسافة قريبة لنوضح كلّ ما أمكننا الخوض به.
فرح مخيبر

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=16758