نافذة على الصحافة

"الأخبار": صمود سورية شكّل الضربة الأكثر قسوةً لأردوغان


الإعلام تايم
عزت صحيفة الأخبار اللبنانية الإصرار التركي على دعم الجماعات المسلحة التي تقاتل في سورية بهدف إسقاط النظام هناك، مهما كلّف ذلك أنقرة ،إلى صمود الدولة السورية الذي شكّل الضربة  الأكثر قسوةً بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو حيث كان لهذا الصمود وفق النظرية التركية دوراً رئيسياً في تصاعد الرفض الشعبي والعسكري لحكم "الإخوان المسلمين" في مصر التي تربطها بسورية علاقات استراتيجية مهما كان  شكل النظام في كلتا الدولتين.
فيما جاء عزل الرئيس المصري محمد مرسي ليمثل خسارةً كبرى للمشروع التركي، باعتبار أن الإخوان في مصر كانوا الحليف الاستراتيجي المكمّل للمشروع التركي لأسباب تاريخية وجيواستراتيجية بدأت مع حكم محمد علي باشا لمصر. مما يفسر اعتبار أردوغان لحكم الرئيس عبد الفتاح السياسي انقلاباً لا يعادي "الإخوان المسلمين" التنظيم الأم، فحسب، بل كل الحركات الإسلامية في العالم، بما فيها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا.
وما لبثت أن أتت الضربة القاضية "للحلم الأردوغاني" متمثلةً  بسقوط حكم "النهضة" الإسلامي بتونس ،وذلك لما لتونس من قواسم مشتركة مع تركيا على الصعيد السياسي والديني والاجتماعي.
وعلى الرغم من انتكاسات السياسة التركية الخارجية في دول "الربيع"، لم يعنِ ذلك تخلي أردوغان وداوود أوغلو عن مشروعهما العقائدي لجعل بلادهما "النموذج المثالي للإسلام والديموقراطية".
وهذا ما يفسّر  مواقف أنقرة المتناقضة إزاء أزمة عين العرب (كوباني) منذ أكثر من ٤٠ يوماً، سعى خلالها أردوغان وداوود أوغلو إلى إقناع الرئيس الاميركي باراك أوباما بضرورة دعم المشروع التركي لإقامة منطقة عازلة شمالي سوريا.
ويحاول أردوغان اليوم تعويض خسارته المريرة لورقة "الإخوان المسلمين" عبر ورقة أكراد سوريا. هو يسعى إلى كسب ودّهم وحشدهم في صفه في حربه ضد الرئيس الأسد، ثم وضع أكراد المنطقة تحت الحماية التركية في حال أي قرار أميركي بإقامة دولة أو كيانات كردية مستقلة في سوريا وتركيا، ولاحقاً في إيران.
الأخبار

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=14407