الحدث السياسي

الجعفري: بدعم دولي لفتاوى وهابية مخجلة تم استهداف المرأة السورية


الإعلام تايم 

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن التنظيمات الإرهابية في سورية سعت للقضاء على وجود المرأة السورية كإنسان، بدعم من حكومات راعية للإرهاب مستندة إلى فتاوى غير أخلاقية وقعت ضحيتها مئات الفتيات وسط صمت دولي.

وقال الجعفري: ثلاث سنوات وسورية تعاني من الإرهاب والتخريب ولن ينسى العالم تلك الفتاة السورية الرقاوية التي ذبحها التكفيريون من الوريد إلى الوريد وعمرها 16 عاماً فقط لمجرد امتلاكها حساباً على الفيسبوك وأخرى انتحرت لرفضها الزواج بالإكراه من إرهابي جهادي يحمل جنسية تونسية،و لن ننسى أبدا مئات الفتيات السوريات اللواتي تم اختطافهن أمام أنظار أهاليهن وسوقهن كالعبيد ليبعن في أسواق نخاسة وملك يمين للإرهابيين الذين يسمون أنفسهم "الجهاديين" زوراً وذلك بعد أن يتم اختيار الجميلات لأمراء المرتزقة ليتم اغتصاب الفتاة الواحدة منهن عشرات المرات في اليوم الواحد.

وأشار الجعفري في كلمة له أمس الإثنين خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول النهوض بالمرأة إلى أن التنظيمات الوهابية اغتصبت خلال ثلاث سنوات آلاف النساء السوريات اغتصاباً جماعياً، كما حاولت بدعم من حكومات دول عربية وإقليمية ودولية راعية للإرهاب القضاء على وجود المرأة السورية كإنسان وتحويلها لوسيلة مادية لمتعة الإرهابيين الجسدية وفرضت عليها قيود أيديولوجيتها الجاهلية المريضة التي فرضت عليها القيود في أسرتها وملبسها وتعليمها ومجتمعها وأحكام محاكم شرعية بما يتعارض مع مستوى الكرامة والحرية التي كانت تتمتع بها المرأة السورية خلال العقود الماضية، لافتاً إلى أن هذه التنظيمات ذبحت النساء السوريات وزوجتهن قسراً في المخيمات على حدود الدول المجاورة حيث يعانين من أبشع أشكال العنف الجنسي والاضطهاد النفسي والإتجار بالبشر.

وقال الجعفري: إن ما يسمى المجتمع الدولي كان خلال هذه السنوات الثلاث وبعض كبار موظفي الأمم المتحدة ودول غربية عدة اشتهرت فقط بكثرة تصريحاتها الداعمة لحقوق المرأة ووسائل إعلام غربية وعربية كلهم كانوا منشغلين فقط بتوجيه الاتهامات للحكومة السورية وجل اهتمامهم كان انتقاد الحكومة وتلفيق الأكاذيب ضدها متناسين أن الحكومة السورية وخلافاً لنظام الحكم السعودي مثلا هي من مكن المرأة السورية وكفل لها حقوقها متساوية جنباً إلى جنب مع الرجل في جميع نواحي الحياة، بشكل حافظ على دورها الرائد ومنجزاتها التي تتفوق فيها على مثيلاتها في المنطقة حيث المرأة ممنوعة في السعودية مثلاً من قيادة السيارة لا بل حتى قيادة الدراجة الهوائية في حين أنها تشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في سورية.

وأضاف الجعفري: اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على شن هذه الحرب متعددة الجنسيات ضد سورية وبعدما صحا وأدرك ما يسمى المجتمع الدولي بما في ذلك حكومات الدول الداعمة لتلك التنظيمات فظاعة هذا الإرهاب الجاهلي وضرورة محاربة مرتكبيه تتساءل نساء سورية  أما آن الأوان لكي تعيد الدول المنخرطة بهذه الحرب حساباتها وتتوقف عن دعم الإرهاب في سورية حتى يعود الأمل والأمن والأمان والانفتاح الذي تحتاجه نساء سورية، ألم يحن الأوان لكبار مسؤولي الأمم المتحدة إعادة النظر بتشكيكهم بما قدمته الحكومة السورية لهم من قرائن حول أنشطة المسلحين لأجانب في سورية، أليس حرياً بالجميع اليوم تطبيق قراري مجلس الأمن رقمي 2170 و2178 بعيداً عن أي قراءة استثنائية أو مزاجية.

وأوضح الجعفري أن النساء السوريات كن من أوائل الفئات اللواتي دفعن ثمن هذه الهجمة وخصوصاً في ظل الأفكار الإيديولوجية التكفيرية المشوهة للنساء من قبل التنظيمات الأصولية المسلحة التي ترعاها بعض أنظمة الحكم في الخليج وفي تركيا والفتاوى الوهابية الخليجية المريضة التي حرمت المرأة من حقوقها وإنجازاتها ودورها الفاعل في المجتمع السوري حتى وصلت آثام تلك الجماعات إلى افريقيا سواء على شكل عصابات "بوكو حرام"أو على طراز "حركة الشباب"في الصومال فأصل التطرف واحد.

وبين الجعفري أن أبرز تلك الفتاوى المسيئة للعرب والإسلام كانت فتوى ما يسمى "جهاد النكاح" التي عملت سورية مراراً على لفت عناية المنظمة الدولية إلى خطورتها من خلال بياناتها ورسائلها إلى مجلس الأمن والجمعية العامة والتي حذرت فيها من امتداد تلك الظاهرة وطالبت وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة باستجابة سريعة واتخاذ إجراءات جدية لمنع وقوع النساء ضحايا لهذه الظاهرة المخجلة ولمسائلة مصدري تلك الفتوى وداعميهم، مضيفاً إن النداءات السورية لم تلق حتى الآن للأسف أي آذان مصغية أو مهتمة.

وأوضح الجعفري أن هذا الصمت الدولي لمعاناة المرأة السورية والعراقية سمح لتلك الفتاوى المخجلة بالتوسع والاستمرار إلى أن وقعت ضحيته مئات الفتيات من تونس والمغرب وفرنسا وبريطانيا والنمسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا حتى بتن يستنجدن لتخليصهن من ربقة العذاب كما جرى مؤخرا للفتاتين النمساويتين "سبينا سليموبيك وسامرا كسينوبيك".

وأشار الجعفري إلى تقرير صادر عن صحيفة الغارديان البريطانية استندت فيه إلى شهادات من وزراء داخلية بعض الدول الأوروبية حيت يعتبر فرنسا أكبر مصدر لهؤلاء الفتيات في الوقت الذي وصل فيه عدد الفتيات المجندات من بريطانيا إلى 50 ومن ألمانيا إلى 60 ومن النمسا إلى 14 ومن السويد إلى 20 إضافة إلى عدد غير معروف من الفتيات القادمات من الولايات المتحدة الأمريكية مع الإشارة إلى أن بعض الفتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاماً كالطفلة الفرنسية نورا.

وجدد الجعفري دعوة سورية لكل جهد دولي مخلص وصادق يكون من شأنه الالتفات بأهمية قصوى إلى ضرورة وضع حد لهذه الفتاوى المنحرفة أخلاقياً والسعي لإيجاد آلية لمحاسبة حكومات الدول التي يكون لها ولاية قانونية على من يصدرها بإعتبار أن هذه الأفكار بما تحمله من نظرة دونية للمرأة وإلغاء لكرامتها ستصيب بآثارها وانتهاكاتها حقوق المرأة في العالم أجمع إذ ان انعكاساتها السلبية لن تقف عند سورية.

دمشق 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=13462