الإعلام تايم – المعتصم خربيط
اعتصم صباح أمس الاثنين 15 أيلول/سبتمبر مئات من خريجي الدبلومات الصحية السعوديين أمام قصر الملك عبد الله آل سعود في جدة اعتراضاً على عدم توظيفهم في الوظائف الحكومية، ومع درجة حرارة وصلت إلى 52 درجة مئوية تجمع المعتصمون الذين بلغ عددهم نحو 1000 شاب تقريباً جميعهم من الجامعيين الذين تم استبعادهم من الوظيفة بحجة أنهم غير مطابقين للمواصفات المطلوبة للعمل، رغم شهاداتهم.
وجاء في البيان التنظيمي للتظاهرة والذي نشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي "نعلن بشكل رسمي أنه سيكون هناك اعتصام أمام قصر الملك في جدة يوم الاثنين القادم لخريجي الصحة وعددنا يصل إلى 7 آلاف خريج، بإذن الله سوف يكونون على أتم الاستعداد للاعتصام أمام القصر"، وأضاف البيان "القضية لن تحل إلا بالاعتصام أمام قصر الملك، القضية تحتاج وقفة الجميع، القضية تحتاج رجال تطالب حتى تأخذ حقها، القضية تحتاج إلى مكافحة وإصرار على المطالبة، الأمر وصل إلى مرحلة لا تطاق، الدولة تعلم بموضوعنا ولكن نحتاج إلى اعتصام لكي يكون هناك اهتمام جاد وإحساس بما نمر فيه من معاناة وظلم حاصل لنا منذ خمس سنوات".
كما وزعت الهيئة التنظيمية للاعتصام ما أسمته "تفاصيل تجمّعنا" شرحت خلاله الموقع والوقت والهدف والمطلب للمعتصمين وقد حصل موقع إعلام تايم على نسخة منه، وجاء في الهدف المراد من الاعتصام "الملك سوف يخرج من القصر الساعة 12:15 بالموكب ويتجه لمجلس الوزراء ويرجع للقصر في الساعة 1:30"، وتم تحديد الهدف على أن يكون تجاوز ما وصف بالبطانة الفاسدة للوصول إلى الملك.
وعبر المتظاهرون عن استيائهم من الطريقة التي يتبعها النظام السعودي في إسكات المواطنين والكذب عليهم من خلال قرارات خادعة "ترى طريقها إلى الورق ولا تر طريقها إلى التطبيق العملي"، وتنوعت اللافتات التي رفعها الشباب بين مناشد وغاضب ومستاء وكان مما كتب "تريد رفع الظلم وتطبيق العدالة"، و"أغنى دولة في العالم تعجز عن حل مشاكلها" وغيرها من العبارات المنددة بالفقر والظلم والفساد.
وسعت الحكومة إلى فض الاعتصام في بادئ الأمر من خلال لقاء محمد بن سويلم رئيس شؤون المواطنين في الديوان الملكي مع المعتصمين، الذي ألقى محاضرة مليئة بالمواعظ والنصائح بحسب شهود عيان، اتهم في ختامها المتظاهرين بأنهم يضمون بين صفوفهم ما أسماه "خلايا نائمة تضر بالمجتمع"، ثم وجه إليهم سؤالا ساخراً "لماذا لا تشتغلون في بيع الخضار؟". الأمر الذي أثار حفيظة الشبان وزادهم غضباً ما استدعى تدخل الشرطة وقوى الاستخبارات العامة في محاولة لفض الاعتصام بالقوة، نتج عن ذلك اعتقال 5 متظاهرين لم يعرف مصيرهم حتى الآن ولم تذكر الشرطة تهمتهم أو سبب اعتقلاهم، بينما تمسك باقي المعتصمين بمكانهم حتى ساعات الليل الأولى حيث انفض الاعتصام أخيرا بعد وعود السلطة بمقابلة عبد العزيز ابن العاهل السعودي ونائب وزير الخارجية لسبعة أفراد يمثلون المتظاهرين في قصر الملك بعد صلاة الجمعة القادمة.
خاص.