أحوال البلد

بشهادة أهلها: قادة "ثورة" دوما خريجو سجون ولصوص


الإعلام تايم - سناء علي

أحدّثك بكل ما ترغبين وكلّ ما لا يعرفه الناّس عمّا حدث في دوما شرط ألّا تذكري اسمي! كان هذا الاتفاق والوعد قبل أن يبدأ الأستاذ (ح.س) بسرد الحكاية كاملة.

من حي الجورة في دوما شرقي العاصمة دمشق، خرج متزعم ما يعرف بمليشيا "لواء شهداء دوما"، إنه سعيد خبيّة، المعروف لدى سكان دوما جميعاً بـ "أبو علي خبية"، سعيد هذا كان عاملاً فاشلاً، يقول المهندس، لا يعرف كيف ينجز أي عمل أو كما يقال بالعامية (أزعر)، لكنّ ملامحه الخشنة، وسمعته السيئة شكّلا نواةً صالحة لرجل عجابة، حتى أن الناس كانوا يهابونه أو بالأحرى يتحاشونه لقلة أخلاقه، هذا ما تحدث به الرجل الذي عرف خبية لأكثر من عشر سنوات فبحكم عمل الأخير عنده كــ "عامل فعالة".

مهندس من دوما خرج مع بداية الأزمة من منزله تاركاً وراءه كل ما جناه في رحلة عمره، غير آسفٍ إلّا على وطن سرقه اللصوص، اختار الرجل أن يبيع الفواكه على بسطة في الشارع على أن يتحول إلى مجرمٍ يملي عليه بعض الضّالين أوامرهم بعد أن كانوا في زمنٍ مضى (عمّال فعالة) في ورشات البناء التي كان يديرها، باح المهندس بكل شيء، من زجّ بدوما في آتون الحرب الدائرة، من هجّر سكان المدينة وسرق منازلهم وسلبهم أملاكهم، كيف انزلق شبابها الى هاوية السلاح ومستنقع الحراك الدموي..؟

أحداث دوما لم تبدأ مع بداية الحرب في سورية قبل أربع سنوات، بل قبل ذلك بسنوات أيضاً، عندما بدأ أصحاب "الفكر الإسلامي" المتطرف في المدينة باستمالة جانب الشباب بحجة هدايتهم إلى طريق الإسلام الصحيح.

مع بداية الأحداث كان (بلطجية) المدينة قد جهزوا وقود "ثورتها" فكان المطلوب خطاب دينيّ مؤثّر تولّى أمره بعض تلامذة الفكر المتطرف وخاصة خريجي المدارس السعودية، وأبرزهم متزعم ما يعرف اليوم بـ "جيش الإسلام" زهران علوش، علوش كان سجيناً على خلفية أحداث الإخوان المسلمين في الثمانينات، خرج إثر عفوٍ عام صدر مع بداية الأحداث، لعب دوراً مفصلياً في الاتصال بين أقرانه في دوما وشيوخ التطرف في السعودية، التي لم تبخل بدورها لا بالفكر ولا بالمال ولا بالدعم المعنوي إلى أن اعتلى علوش عرش "إمارة دوما".

الذراع الآخر للوحش الذي أحرق دوما كان بعض المجرمين اللذين كان لابد من وجودهم لإسناد قيادة المليشيات والكتائب التي سيفرزها شحن الطرف الأول إليهم، فكان أبرزهم "سعيد خبية" جنباً إلى جنب مع "الشيخ زهران علوش".

أصحاب سوابق، وخريجو سجون، تاريخهم لا يخفى على أحد، والسيطرة للأقوى، هكذا برّر الرجل بسط سطوة خبيّة وأقربائه على المدينة وانصياع معظم الشباب لأوامرهم، ويتحدث من بقي في المدينة اليوم أن ميزانية أبو علي وحده تجاوزت المليار ليرة سورية جراء الأموال التي تتدفق إليه من الخارج بهدف تمويل وتسليح ميليشياته أو بسبب عمليات السطو والسرقة التي قام بها مع رجاله على المخازن والمتاجر ومنازل السكان بعد أن دفعوهم بأفعالهم إلى الخروج من دوما وترك منازلهم، لم يكن آخر سرقاتهم مخازن الطحين في "بيت سوا" و"سقبا".

أُصيب أبو علي خبية أكثر من مرة أثناء عمليات الجيش العسكرية، أخطر تلك الإصابات كانت في الشهر الأخير من العام 2012، عندما استهدف الجيش العربي السوري غرفة عمليات لقيادات المسلحين في دوما قضى فيها على عدد وجرح آخرين، كان من بينهم خبيّة الذي أشيع خبر مقتله حينها لكنه ظهر لينفيه بعدها في  مقطع فيديو والجروح تملأ جسده.

لم يُعرف عن سعيد شيئاً بعدها إلى أن ظهر مرة أخرة في تسجيل مصور في نهاية الشهر الثالث من العام 2013 معلناً استهداف القصر الرئاسي في دمشق ويطلب من سكان العاصمة إخلاءها خلال ساعات بعد أن أعلنها وأتباعه منطقة عسكرية، ولم تكن تلك المناسبة الوحيدة التي ظهر فيها خبية وهو يشرف على إطلاق قذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع على العاصمة دمشق.

عندما سألته ممثلة وفد الأمم المتحدة التي دخلت الغوطة الشرقية قبل نحو خمسة أشهر من العام الحالي والتقته خلالها عن سرّ شهرته قال أبو علي خبيّة أن سرّ الشهرة جاء بعد تكرار إعلان مصرعه وإصاباته ليخرج بعد كل مرة وينفي الخبر، لكنه لا يعلم أن جزءاً يسيراً من تلك الشهرة أيضاً جاء من عدد المدنيين الذين تسبب بمقتلهم بسبب قذائفه وصواريخه، أو بسبب العوائل التي تسبب بتشريدها من دوما والغوطة الشرقية، أو بسبب أمثال ذلك الرجل (المهندس) الذي يجلس بائعاً على الرصيف، أو لعلها بسبب عشرات العوائل التي يحتجزها وعناصره في الغوطة متخذاً منهم دروعاً بشرية.

ريف دمشق

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=12330