الإعلام تايم

تحت عنوان “الأهداف الفعلية للتحالف الأمريكي ضد الإرهاب” رأى الكاتب الأردني ناهض حتر في مقال له نشر اليوم في صحيفة الأخبار اللبنانية أن الأهداف الفعلية التي تقف وراء الرغبة الأمريكية في إقامة تحالف لمحاربة الإرهاب هي لخدمة مصالحها الجيوستراتيجية في المنطقة.

وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تعمل على استخدام الدخان الكثيف للتحالف ضد الإرهاب لاطلاق موجة إرهابية جديدة في سورية من شأنها استنزاف القوة السورية والضغط على سورية وحلفائها لتحقيق مكاسب سياسية مبينا أن ذلك بدأ فعلا عبر إحيائها شبكة الإرهابيين في سورية.

واعتبر الكاتب أن ما يثير السخرية في التحالف الأمريكي الغربي التركي العربي لمكافحة الإرهاب انه يضم بالذات تلك الدول التي اتبعت سياسات تشجيع وتجنيد وتدريب وتسليح وتمويل الإرهابيين في سورية والعراق بمن فيهم إرهابيو تنظيم “داعش” كالولايات المتحدة نفسها وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وتركيا.

وأكد الكاتب أن الولايات المتحدة تكذب في حديثها عن هزيمة الإرهاب طالما أنها تميز بين الإرهابيين وأماكن نشاطهم فتواصل دعم وتسليح بعضهم من دون الأخذ في الاعتبار التداخلات الحاصلة على الأرض بين الإرهابيين وبالتالي فان الحلف الغربي الرجعي العربي التركي لا يمكنه الاستغناء عن الإرهاب كقوة رئيسية لتحقيق أغراضه السياسية في سورية وتاليا إيران وروسيا ففي وقت تتراجع فيه قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على حشد قوات برية هبطت عليهم جحافل الإرهابيين كهدية من السماء ولا تزال.

ولفت الكاتب إلى أنه من بين الأهداف البعيدة للتحالف الأمريكي ضد الإرهاب يكمن في العودة إلى العراق هذه المرة كحماة لا كمحتلين محققين أهدافهم في كسر التواصل الجغرافي بين إيران وسورية وتوسيع النفوذ الأمريكي في العراق وحصد نتائجه في مجال السيطرة على الثروات النفطية ومن أجل كل هذا يريد الأمريكيون فترة ثلاث سنوات للقتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي الذي مكنوه من السيطرة في الموصل خلال ثلاثة أيام ليحصلوا على الوقت الكافي لتحقيق أهدافهم الجيوستراتيجية في المشرق وإيران وروسيا فهل هناك بديل عن قيام تحالف مضاد روسي إيراني سوري للمواجهة تحت القرار الدولي 2170 نفسه خاصة أن الواقع الميداني في سورية لا يسمح فعلياً بمقولة التمييز بين تنظيمي “داعش” والنصرة والتنظيمات المسلحة الإرهابية الأخرى لأنه من الواضح أن هذه التنظيمات وعلى ما بينها من فروقات وخلافات تتحرك بأمر عمليات واحد.

ناهض حتر - صحيفة الأخبار اللبنانية