أحوال البلد

حقيقة ما حدث في منطقتي الدخاينة و الكباس !


الإعلام تايم

لليوم الخامس على التوالي تستمر الاشتباكات بين الجيش العربي السوري ومجموعات إرهابية مسلحة في منطقة الدخانية والكباس الواقعة شرق دمشق والتي تتمتع بموقع استراتيجي هام، المنطقة لا تبعد عن مركز العاصمة دمشق سوى (6 إلى 7 كيلومترات) وعن منطقة باب شرقي "دمشق القديمة" سوى (2 كلم) وتتداخل بها الدويلعة وكشكول وجرمانا من جهة وادي عين ترما وطريق باب شرقي والزبلطاني وجوبر من جهة أخرى.

مصدرعسكري ميداني قال لنا: إن ضغط الجيش على المسلحين في المليحة وجوبروصولاً إلى عين ترما، أدى إلى فتح مسلحي "جبهة النصرة" و "جيش الاسلام" ثغرة في منطقة الدخانية والكباس والتسلل إلى المنطقة وخطف مجموعة من أهالي منطقة الدخانية لجعلهم دروع بشرية.

أهالي الدخانية نزحوا باتجاه الكباس بالتزامن مع ارتفاع صوت الرصاص والاشتباكات  مما تسبب في خوف أهالي الحي واتجاههم إلى كشكول والدويلعة وجرمانا والتي بدورها هلعت من مشهد الخارجين فخرج أعداد كبيرة من هذه المناطق و زحفت باتجاه دمشق،

خروج مئات الآلاف من السكان في نفس الوقت أدى إلى قطع الطرقات وانتشار الفوضى بشكل فظيع وبمشهد من الصعب تصديقه، وذلك على الرغم من تطمين الجيش واللجان الشعبية والدفاع الوطني ونداء مآذن الجوامع للأهالي بأن الوضع آمن وأن يبقوا في منازلهم . ولكن لا حياة لمن تنادي....

بعد جهد جهيد التقينا أحد المخطوفين من منطققة جسر المطير الذي تم فُك أسره

قال أبو أحمد وهو في العقد السابع من العمر: استيقظنا في الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة على وقع طرقات على جدران المنزل، وفجأة فُتحت ثغرة في الجدار وخرجت منها الأسلحة الرشاشة ودخل المسلحين المنزل وكانوا بحدود العشرين مسلح، أضاف أبو أحمد والدمع يملىء عينيه،  احتجزوني أنا وأسرتي في احدى غرف المنزل وبدأ  الاستجواب ..ماذا تعمل، لماذا لم تهرب.. أنت جاسوس... وبعد أن فتشوا البيت وأخذوا ماخف وزنه، تم اقتيادي أنا وأسرتي إلى منزل مجاور، وفي هذا المنزل كان هناك فتحة لنفق في الأرض أنزلونا فيه ومشينا نحن وعائلات أخرى منهم من سبقنا ومنهم من لحقنا، إلى أن وجدنا أنفسنا  في منطقة عين ترما، وهناك تم تجميعنا ونقلنا في باصات إلى منطقة دوما وتم احتجازنا داخل مدرسة كانوا قد حولوها إلى سجن اعتقال حيث كان  بداخلها مئاتٌ من المختطفين .

"المختطفون أغلبهم من النساء والأطفال، بقينا هناك لمدة يومين دون كسرة خبز، لم أعرف بعدها شيء لأنه أغمي علي من الجوع والعطش، بعدها وجدت نفس ملقى إلى جانب الطريق في أحد مناطق الغوطة حيث مشيت إلى أحد حواجز الجيش وهناك أسعفوني لمشفى المجتهد، وما زالت عائلتي هناك لا أعرف عنهم أي  شيئ.

مصدر عسكري قال إنه وعلى أثر عملية التسلل تم استدعاء تعزيزات من الجيش والدفاع الوطني حيث يتم التعامل مع المسلحين، والآن نحاول اخراجهم من المنطقة بأقل الخسائر الممكنة.

"إ ن ما جرى هو مؤشر حول محاولة المسلحين حرف الأنظار لحقيقة ما يجري في حي جوبر من سقوط  لهم، وهم يسعون للتأثير على الجيش السوري من أجل حرف تركيزه واهتمامه العسكري عن الحي وعن الغوطة الشرقية وإلهائه بعمليات فرعية في محاولات تقوم بها مجموعات مسلحة"،أضاف المصدر.

في هذا الوقت سقطت العديد من قذائف الهاون على الحيّين المذكورين بالإضافة إلى مدينة (جرمانا) القريبة ومنطقة كشكول .

في غضون ذلك، تحدثت تنسيقيات تابعة للمعارضة عن الهدف من "الغزوة" التي تقوم بها "جبهة النصرة" و "جيش الاسلام" والذي هو التقدم والسيطرة على حيي "الدخانية" و "الكباس" بالإضافة إلى أحياء "كشكول والدويلعة" والتقدم في عمق مناطق النظام وفق تعبيرها.

في هذا الوقت، كثفَ الجيش السوري من غارات مقاتلاته على منطقة الدخاينة والكباس، ومنطقة  "وادي عين ترما" وجوبر والمناطق المحاذية لها، بالإضافة لغارات على معاقل المسلحين في غوطة دمشق الشرقية، ومازالت الإشتباكات مستمرة إلى الآن بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في حين يستعد الجيش لاقتحام المنطقة بشكل كامل من أجل تطهيرها وإعلانها كمنطقة آمنة.

فراس سعود

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=12286