أحوال البلد

البطريرك لحام.. نريد أن نبقى كمسيحيين مع ولأجل المسلمين


الإعلام تايم – ربى شلهوب – سوزانا القطيش
قال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق غريغوريوس الثالث لحام: "نحن سوريون ونعتبر كل السوريين أحباء، وليس لدينا عداوة مع أحد، وهذا الواقع يعطينا قوة، هكذا كان تاريخنا دائماً، نتواصل مع الجميع ونتحاور ونتعاون معهم، ومؤسساتنا الثقافية والإجتماعية والصحية مفتوحة للجميع، وإخوتنا المسلمون يقدرون ذلك ويستفيدون من خدماتنا ومؤسساتنا، ومرحب بهم دائماً".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة في كنيسة سيدة النياح بدمشق بحضور البطريرك لحام، وبمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء.
حيث وجه البطريرك لحام من خلال هذا المؤتمر "كلمة رجاء و أمل بهذا اليوم و العيد المبارك"، مؤكداً أهمية مساعدة بعضنا البعض لمتابعة العيش المشترك مسيحيين ومسلمين.
وقال: "أنا بصفتي بطريرك أشجع أبنائنا أن يبقوا في أرضهم وتاريخهم و تراثهم في هذه الديار المقدسة، فسورية هي مهد المسيحية و لبنان الذي يمثل الحضور المسيحي ورسالة و نموذج للعيش المشترك في العالم العربي وفلسطين والعراق وكل البلاد المشرقية هي مهد الديانات والحضارات.
وأكد البطريرك لحام أن بطركية الروم الكاثوليك الموجدة بحارة الزيتون في دمشق، احتفلت اليوم باليوبيل "150 سنة" على إعادة بناء الكنيسة التي دمرت عام 1860 في فترة الخلافات التي حصدت في لبنان وسورية أكثر من 25 ألف مسيحي من كافة الطوائف، حيث قيل بأنها بين الدروز والمسيحيين، و لكنها كانت في الواقع بتاثير من الخارج، كان ضحيتها ما حدث في دمشق من  تدمير أكثر الكنائس من باب شرقي إلى باب توما، و أُعيد اعمارها عام 1865 و اليوم نحتفل بهذا اليوبيل.
وأشار إلى "إهتمام السادة البطاركة الشرقيين من كافة الطوائف بالحضور المسيحي والدور المسيحي و التواصل المسيحي الاسلامي المهدد في منطقتنا الشرقية بهذه الماسي التي بدأت في شمال افريقيا، و امتدت إلى أن وصلت إلى سورية والعراق، والتي حصدت و لا تزال تحصد الآلاف من المواطنين، واليوم الموصل و اربيل ونينوى".
وحول موضوع الهجرة وتفريغ المسيحيين من الشرق الأوسط، أجاب البطريرك لحام: "نريد أن نبقى كمسيحيين، مع ولأجل المسلمين، ونريد أن يفهم المسلمون ذلك، وعليهم أن يبعدوا عنهم تهمة أن المسلمين يريدون تفريغ الشرق من المسيحيين، نريد أن نبقى معهم، ونبقى معهم لأجلهم، كنا معاً في التاريخ وسنبقى معاً اليوم، وسنبقى غداً، المستقبل لنا كلنا معاً، المسلمون والمسيحيون يؤلفون معاً النسيج الواحد المشترك في كل بلد عربي، الله معنا ونحن مع بعضنا البعض".
هذا وتحدث عن مجموعة من الشبان الفرنسيين، أتوا للمشاركة بإعادة بناء ما هدم من كنائس، راجياً أن يحذوا الجميع حذوهم و ياتوا ليساعدوا ببناء البلد.
ونوه  البطريرك لحام عن زيارة تضامنية إلى العراق "الشهيد الدامي" لمدة يومين في 29 من الشهر الجاري وبحضور مجموعة من البطاركة، وذلك "ليثيرو الغيرة في العالم من خلال حضورهم، ولكي يفهم هذا العالم المساة من الفرق التكفيرية التي تهدد الجميع و خصوصاً المسلمين".
أن الوضع في لبنان لا يقل خطورة عن الوضع في سورية، متمنياً تضامناً أكبر في المستقبل بين سورية و لبنان.
هذا وتوجه البطريرك لحام إلى العالم العربي قائلاً " وامتاه .. يا عرب اتحدوا .. اتحدوا يا مسلمين، وإن لم نتحد سيبقى العدو متربص بنا، وهو بالداخل و ليس بالخارج".
و تحدث عن مجموعة من الزيارات التي سيقوم بها مجموعة من البطارك الشرقيين إلى كافة المحافل الدولية والعالمية، ليسمع صوتهم وصوت كل مواطن من مسيحيين و مسلمين.
وختم المؤتمر بشكر كل من يدعم العيش المشترك، خاصاً بالذكر البابا فرنسيس الأول الذي دعى لأكثر من 51 مرة للسلام والعيش المشترك والمصالحة، وتمنى أن تخرج البلاد من هذه الأزمة التكفيرية لتبقى أرضنا أرض سلام و إيمان.

دمشق

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=11392