أحوال البلد

المقداد: التاريخ لن يتسامح مع من سخر منطق الجغرافيا السياسية الفاشية


الإعلام تايم
صرح الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية بمواقفها الصامدة ضد العدوان الإرهابي المدعوم من قبل الدول الغربية والعربية العميلة لها مستمرة في نضالها للحفاظ على سيادة شعبها وكرامته بفضل دماء الشهداء وبطولات الجيش العربي السوري والتفاف الشعب حول قيادته وجيشه.
وجا في مقال له بصحيفة البناء اللبنانية نشرته اليوم السبت 2 آب/ أغسطس إنه "إذا تمكن الإرهابيون بدعم خليجي معلن من قطع الرؤوس البشرية وأكل القلوب والأكباد من دون أن يتحرك أي وازع إنساني لدى هؤلاء الداعمين إلا أن شعبنا لن يستسلم لهؤلاء الخارجين على قيمنا الحضارية والمتحالفين مع عدونا والذين لم يرسلوا مقاتلاً واحداً إلى غزة".
وقال المقداد إن الجميع يعرف إن ما تشهده منطقتنا من أحداث وتطورات كان يهدف من قبل الدول الغربية إلى مسألتين أولهما تقديم مزيد من الحماية لـ "إسرائيل" وضمان أمنها وهيمنتها على الشرق الأوسط بالبعد الجغرافي السياسي ناهيك عن ضمان استمرار تدفق النفط إلى الأسواق الأوروبية.
وأضاف المقداد إن "كل المعطيات تشير إلى أن على أدوات الغرب في المنطقة العربية أن تفهم ماذا يخطط لها هذا الغرب الذي تنفذ مخططاته ضد سورية وخصوصاً أن ما كان الغربيون يدعونه من أهمية التغيير كي تنعم المنطقة بحقوق الإنسان والديمقراطية لم يكن هدفاً بل كان يستخدم دوما لابتزاز الحكومات العربية وإلا ماذا يعني دعم الدول الغربية لعضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان".
ورأى المقداد أن السياسيين الفاشلين في حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرهم هم من أوصلوا العالم إلى ما نحن فيه من خراب وتدمير وقتل وارهاب وعلى إعلامهم الذي كذبوا عليه ووظفوه لخدمة تضليلهم ونتائج غبائهم في أفضل الأحوال أن يحاسبهم كما شعوبهم فالشعب لا يعطي بعضهم أكثر من عشرة بالمئة في الاستطلاعات التي نقرأ عنها وخاصة في فرنسا ولو قبلنا بمنطق حسن النية أن هؤلاء فشلوا وقد فشلوا حقا فلماذا لا يعتذرون ويرحلون.
وأشار المقداد إلى أن هؤلاء الساسة الفاشلين ادعوا للتغطية على فشلهم في تبين حقيقة انتشار الإرهاب الذي بات يهددهم وجود "مجموعات مسلحة" معتدلة يمكن التفاوض معها ومجموعات متطرفة قبلوا بوضع أسماء بعضها على لوائح الإرهاب الدولي إلا أنهم عادوا واكتشفوا الدولاب من جديد وأنه لا يوجد إرهاب وقتل معتدل وإرهاب وقتل متطرف بل إن كل من يحمل السلاح ضد دولته ونظامه السياسي إرهابي ومتطرف.
وأضاف إنهم "ادعوا أن سورية أصبحت مغناطيساً يجذب الإرهابيين إلا أن المنطق جافاهم هذه المرة أيضاً فهم الذين يرسلون الإرهابيين إلى سورية وإلى العراق ولا يمارسون أي ضغط يذكر على عملائهم في السعودية وغيرها لوقف تمويل هؤلاء القتلة وتسليحهم وعندما يناقشون مسألة تمويل الإرهاب والإرهابيين فإنهم يؤمنون الحماية الكاملة لإرهابييهم ويبررون جرائم من يقتل شعبنا في سورية والعراق في ازدواجية فاضحة للمعايير".
ولفت المقداد في هذا السياق إلى أن المسؤولين الروس أضاعوا الكثير من وقتهم وهم يتفاوضون على شطب كلمة هنا وزيادة حرف هناك مع ممثلي كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لإصدار بيان في مجلس الأمن يدين تمويل الإرهابيين من عائدات بيع النفط السوري والعراقي بينما هؤلاء الممثلون أنفسهم هم من منع مجلس الأمن من إصدار قرار يوقف العدوان الدموي الإسرائيلي على قطاع غزة حيث ساوى هؤلاء الفاشلون بين الجلاد والضحية وقدموا حماية لـ "إسرائيل" ولجرائمها ضد الإنسانية أمام بصر شعوب العالم.
وختم المقداد مقاله بالقول إن "التاريخ لن يتسامح على الإطلاق مع من سخر آلة القتل والتدمير ومنطق الجغرافيا السياسية الفاشية للقضاء على حضارتنا وعلى الإرث الإنساني في بلادنا وليعرف الفاشلون أن شعوب العالم لن تتسامح مع من يستبيح المحرمات وأصيب بداء العمى والغرور والإرهاب.. فلترحلوا أيها الفاشلون".
صحيفة البناء اللبنانية

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=10936