أحوال البلد

ملامح من مسيرة الأسد...


الإعلام تايم - رنا رياض حسن
استطاع الدكتور بشار الأسد أن يحافظ على سيادة سورية واستقلال قرارها وصان أراضيها بدعم الشعب والجيش، لم تكن شخصية الأسد شخصية عادية فقد استطاع تحويل سورية إلى دولة إقليمية كبرى قادرة على الفعل والتأثير في المنطقة.
القائد الأسد أدرك منذ اليوم الأول لاستلامه منصب رئاسة الجمهورية عظمة المسؤولية وجسامة الأمانة حيث قال (إن المنصب ليس هدفاً، بل وسيلة لتحقيق الهدف وعندما يصل إلى المنصب شخص لايحمل شعوراً بالمسؤولية فإنه لايستطيع أن يأخذ منه سوى السلطة، والسلطة دون مسؤولية هي الأساس في انتشار التسيّب والفوضى وتدمير المؤسسات ).
إن المتتبع لمسيرة التطوير والتحديث خلال سنوات حكمه الماضية فإنه يثمّن عالياً ماتحقق وماأنجزه السيد الرئيس من إنجازات ونجاحات كبيرة على الصعد كافة لانستطيع سردها بكلمات بسيطة لأنها مسيرة عامرة بالإنجازات والعطاءات شملت مناحي الحياة كافة.
الأسد انطلق في تحقيق سياسته في بناء سورية الحاضر والمستقبل من منطلق استراتيجي مبني على مرتكز الحضارة العريقة لسورية وعلى ثوابت وطنية، فبنى علاقات سورية مع الدول الإقليمية والعالمية على أساس احترام السيادة الوطنية وأن مصلحة سورية أولاً مع الحفاظ على البعد القومي وعدم تقديم التنازلات لأية قوى خارجية، كما ابتكر فكرة ربط البحار الخمس مع بعضها البعض بما يخدم مصالح البلاد المتشاطئة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وأكد على دور حزب البعث العربي الاشتراكي الفاعل في الدولة والمجتمع والإيمان بدوره في تحقيق التضامن العربي والتكامل الاقتصادي ولم يهمل دور الأحزاب الوطنية الأخرى فوافق على تشكيل أحزاب وطنية على أساس عروبي وقومي بعيدة عن الطائفية والعشائرية.
وظل متمسكاً بقضايا الأمة المصيرية كقضية فلسطين و لم يفاوض على أي شبر من الأرض المحتلة، والتزم مبدأ السلام المبني على المرجعية الدولية ومقررات مؤتمر مدريد، دعم المقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية في جميع المحافل الإقليمية والدولية، مؤكداً أن تحرير الأرض المحتلة هدف أساسي وفي مقدمة سلم الأولويات الوطنية، واعتبر أن بلاد الشام وتحديداً سورية هي منطلق الإسلام وكافة الرسالات السماوية الأخرى.
الجانب الإقتصادي – الاجتماعي:
أعطى السيد الرئيس البناء الاقتصادي والاجتماعي اهتماماً كبيراً في مسيرته لبناء سورية اقتصادياً واجتماعياً حيث ركز على بناء علاقات اقتصادية متينة مع العديد من الدول الإقليمية والعالمية التي ساعدت في انعاش الاقتصاد السوري، وشجع الاستثمار الخاص والمشترك في كافة قطاعات المجتمع للإرتقاء بالصناعات والمجالات الأخرى وافتتاح البنوك الخاصة لدعمها، واصدار العديد من المراسيم بإحداث هيئات استثمارية في مجال تشجيع عملية التصدير وتنظيمها وتنظيم سوق المال والأوراق المالية، وتطوير مفهوم السوق الاجتماعي خدمة للمواطنين والاستمرار في دعم المواد التموينية الغذائية الأساسية ووقود التدفئة، كما أولى اهتمام كبير بالمشاريع المائية والزراعية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي ودعم المصرف الزراعي التعاوني لتأمين حياة حرة كريمة للفلاحين وتفعيل المشاريع الهادفة لتنمية الأرياف وتوفير الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتطوير وسائل الإنتاج وتصنيع مستلزماته، بالإضافة إلى بناء المشاريع العمرانية الكبرى وإطلاق مشاريع السكن الشبابي إضافة إلى زيادة عدد المشافي وترميم القديم منها وتزويدها بأحداث الأجهزة والمعدات الطبية.
الجانب الفكري والثقافي:
ترسخت مسيرة التطوير والتحديث في عهد الرئيس الأسد في سياق استراتيجية شاملة ترمي إلى تطوير المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية بما يخدم القضايا الوطنية والقومية ويعزز التراث العربي الأصيل ومنها:
المحافظة على إلزامية التعليم الأساسي ومجانيته في كافة المراحل والاستمرار في مكافحة الأمية ومحاربتها.
الاهتمام بالتربية والتعليم وبناء الجامعات وإحداث كليات جديدة في جميع المحافظات وتطويرالمناهج التعليمية بما يخدم تطورات العصر، نشر الثقافة المعلوماتية والتقنية في كافة مجالات التعليم والثقافة لمواكبة التطورات التكنولوجية، التركيز على تطوير دور الإعلام ومؤسساته لمواكبة ومواجهة الغزو الإعلامي الخارجي والمساهمة في إبراز الدور الريادي السوري من جميع النواحي، والتأكيد على أهمية فتح مساحات كبيرة ضمن السياسة الإعلامية للنقد والنقد الذاتي والرأي والرأي الآخر والشفافية في معالجة كافة المواضيع التي تخص الشأن العام.
التأكيد على أهمية العودة للتاريخ والتزود بالثقافة التي تحافظ على الهوية العربية الأصيلة ومحاربة التطرف الديني الذي يهدف لتزييفه وحرفه عن أهدافه السامية وترسيخ مبدأ التعايش بين الأديان السماوية أساساً للوحدة الوطنية والازدهار والأستقرار والتقدم معتبرا أن آفة الإسلام السياسي تشكل أكبر تهديد للإسلام والعروبة، كما وجه لإنشاء فقه الأزمة الهادف إلى ترسيخ الأسس العقائدية المشتركة في مواجهة فتاوي الفتنة التي تعمل على تفتيت المجتمع العربي بالاستناد إلى القرآن الكريم بما يمثله من عمق فكري متكامل وشامل لكل العصور.
إن الانجازات والمواقف المشرفة  للسيد الرئيس بشار الأسد خلال مسيرة العطاء كثيرة ومتعددة على كافة الصعد والمجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفكرية أو العسكرية وهي أكثر بكثير من أن تلخص في أسطر، والتي كانت بمثابة صمام الأمان الذي حمى سورية وعمق صمودها ومنحها المنعة والقوة في وجه التحديات، وكان لها الأثر الكبير في بقائها شامخة وقوية خلال الأزمة وجعل المواطن السوري يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأهمية القائد الحكيم ودوره الاستثنائي في حماية القطر ويصر على انتخابه واختياره لإكمال المسيرة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=10529