الحدث السياسي

الجعفري..بعض الدول تسعى لإعادة فتح قنوات اتصال مع سورية وتنسق أمنياً معها


الإعلام تايم
أكد د. بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة "أن الانتخابات الرئاسية السورية هي استحقاق وطني سوري يندرج ضمن إطار السيادة السورية، وقد راهنت أطراف دولية عدّة على الدفع باتجاه تطبيق نظرية "الفوضى الخلّاقة" لعرقلة هذا الاستحقاق من خلال الزعم بأنه يمثل تقويضاً للحل السياسي ويتعارض مع بيان "جنيف 1"، وذلك بهدف إيجاد فراغ مؤسساتي ودستوري في الجمهورية العربية السورية، يفتح الباب أمام إضعاف الدولة السورية.
وفي حديث له مع صحيفة (البناء) اللبنانية قال الجعفري "إن بعض الدول التي أتدركت الأخطاء التي ارتكبتها في التعامل مع الأزمة السورية، بدأت تراجع مواقفها إزاء الوضع في سورية، وتسعى إلى إعادة فتح قنوات الاتصال الدبلوماسي وتنسيق التعاون الأمني، خصوصاً مع تزايد ظاهرة الإرهابيين عابري الحدود أو ما اتفق على تسميته بـ"المقاتلين الإرهابيين الأجانب" والتهديد الذي يمثله هؤلاء على الدول كافة، بما فيها دول المصدر والعبور والمقصد".
وتابع .. أنه "وبعد فشل محاولات قلب نظام الحكم في سورية بالقوّة من خلال أعمال الجماعات الإرهابية المسلحة، واستبعاد التدخل العسكري، بدأت الدول المعادية لسورية بالسعي إلى التدخل في الشؤون السورية عبر بوابة الشأن الإنساني من خلال توجيه الاتهامات للحكومة السورية بالتقصير، على رغم كلّ ما تبذله الحكومة من جهود، والدعوة إلى إيصال المساعدات الإنسانية عبر حدودنا المشتركة مع دول الجوار على نحو يتعارض مع السيادة السورية والضوابط التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن القرار 46/182 لإيصال المساعدة الإنسانية إلى محتاجيها في حالات الكوارث والأزمات، والتي تؤكد على ضرورة احترام سيادة أراضي الدولة المتلقية للمساعدات واستقلالها وسلامتها، وتوليها الدور الاساسي في عملية إيصال المساعدات إلى محتاجيها".
وأردف الجعفري أن "الأزمة السورية كشفت مدى هشاشة الأمم المتحدة وعمق هيمنة دول معدودة عليها، وعلى الرغم من ذلك فقد آمنت سورية، بهذه المنظمة والمبادئ والأهداف التي تضمّنها ميثاقها، لذلك تعاونت الحكومة السورية معها وسعت إلى إنجاح جهود الوسيطين الأممين كوفي انان ومن بعده الأخضر الإبراهيمي.
و أشار الجعفري الى أن سورية استضافة بعثة مراقبي الأمم المتحدة والبعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وفريق التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي الذي شُكّل بناءً على طلب من الحكومة السورية في رسالة رسمية وجّهتها إلى أمين عام الأمم المتحدة، وكذلك استقبلت بعثة التحقيق في المزاعم المتعلقة باستخدام مادة الكلورين.
كما أن الحكومة السورية تعاونت، مع مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية المعروف اختصاراً بِاسم "أوتشا" في وضع خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية وتنفيذها في سورية على مدى السنوات الثلاث الماضية وحتى الآن.
واختتم الدكتور بشار الجعفري حديثه بالتأكيد على التمسك بالحوار الوطني الشامل بين السوريين واعتبره السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وصنع مستقبل سورية الجديدة، دون التعويل على دور الأمم المتحدة في إنهاء الأزمة السورية و بعيداً عن الأجندات التدخلية الخارجية والأطماع الاستعمارية، مضيفاً أن تجربة المصالحات الوطنية التي أعادت الأمن والاستقرار إلى مناطق كثيرة كانت متوترة سابقاً، خير دليل على أهمية الحوار في حل الأزمة السورية.
صحيفة البناء

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=10520