الإعلام تايم - نوار هيفا
لأنك سورية الكلمة التي عجزت الكتب عن تفسير صمودها، هن إناثك قلعة في البذل والشهادة على اختلاف أشكالها، إناث أضفن لرائحة الشهادة مسك الياسمين، وكانت لهن طقوسهن الخاصة في التضحية، التي لم تقتصر في سورية على الرجال دون النساء، بل كان لهن ملاحم خجلت أمامها رجولة بعض المستعربين ممن ادعوا العروبة.
قصتان تلاقت أحداثهما عند وجع قلب أم ظنت أنها ستحرم من لقب أم الشهيد لأن الله لم يرزقها مولوداً ذكراً. الشهيدتان "مرفت محمد سعيد، مروى محمود عوض".
يروي لنا أحد زملاء الشهيدة مرفت قصة استشهادها فيقول: "مرفت لم تكن مجرد أنثى، كانت كالبندقية تقتل من يعاديها، وكضوء الشمس يحمل معه الأمل كل صباح بالنصر. بعد التحاقها بالجيش العربي السوري تلقت مرفت تدريبها وحضرت معنا في حقول الرمي لم تمنعها نعومة أظافرها من إصابة أهدافها، فشاركت في معارك مع الجيش العربي السوري في مناطق جوبر وداريا بريف دمشق، كان لمرفت إنجازات في تحرير كتل في تلك المناطق".
يتابع رفيق السلاح فيقول: "عندما سألت مرفت عن سبب إنضمامها للجيش العربي السوري كان جوابها بأن سورية أنثى تستحق مني كأنثى أن أضحي بدمي لأجلها، في هذا اليوم زفت مرفت عروساً شهيدة بعد أن تلقت رصاصة قناص غادرة وهي تقوم بمهمتها على حاجز للجيش العربي السوري في منطقة داريا بريف دمشق، طالما تمنت مرفت أن تستشهد في ساحة المعركة وباللباس الميداني الخاص بالجيش العربي السوري ونالت ما تمنت".
كان حلم مرفت عروس الشهادة مختلفاً عن حلم مروى، بأن تكون عروساً بثوب أبيض زوجة لفرد من أفراد الجيش العربي السوري، فكانت وغدت أماً لولدين سرعان ما حُرما حق الحياة عندما استهدف الإرهابيون منزلهم بصاروخ. فارقت مروى الحياة حاملة في أحشائها طفلها الذي لم يرَ النور بعد، وشقيقه الذي لم يبلغ العام من عمره، في نفس اللحظة التي كان زوجها يحارب ظلم الإرهاب في الصفوف الأولى كجندي في الجيش العربي السوري. فانتهى الحلم ولم يبقَ منه سوى ذكرى وصور.
يذكر أن الشهيدة مرفت من مواليد 27\5\1993 من محافظة اللاذقية منطقة جبلة استشهدت بتاريخ 17\2\2014 في منطقة داريا عازبة ولها خمس أخوات والشهيدة مروى من مواليد 5\7\1988 من محافظة حماه منطقة الربيعة طالتها يد الغدر بتاريخ 31\1\2014. الرحمة لأرواح الشهداء والصبر والسلوان لأهلهم وذويهم.