الإعلام تايم

يعني أيهما أولى بعقاب رادع كاميلو زونيجامدافع كولومبيا الذي تدخل بعنف متعمد وتهور أدى لإصابة نجم مثل نيمار ووداعه لكأس العالم أم سواريز الذي عض كلليني؟
بالطبع سواريز استحق العقاب لأنه فعل فعلة غير مألوفة، ولكن هل مجرد إنذار أو حتى طرد وإيقاف مباراة أو مباراتين أو أربع يكفي لردع من يتدخل بعنف متعمد ويتسبب في إصابة نجم كبير وخسارة منتخب بلاده لجهوده، الجهود التي تقدر بملايين.
مربع مألوف
انتهت دور المغامرين وصار المربع الذهبي للكبار فقط ودون مفاجآت.. ننتظر الساعات القليلة المتبقية من اليوم كي نقول هذا العنوان، فبعد خروج كولومبيا أمام البرازيل بالخسارة 1-2، ووداع فرنسا على يد ألمانيا بالخسارة صفر-1، المؤشر يقول أن الأرجنتين ستتخطى بلجيكا المناضلة،وهولندا ستعبر كوستاريكا المكافحة، ويصبح المربع الذهبي عبارة عن (ألمانيا – البرازيل – الأرجنتين – هولندا) وهو مربع ذهبي اعتيادي كلاسيكي على العكس تماماً من المؤشرات الأولية التي رجحت فرق الأسماك الصغيرة على الكبيرة..في النهاية الأسماك الكبيرة التهمت الصغيرة المكافحة التي لم يشفع لها كفاحها.
كانت مغامرة جريئة من المكسيك، كان كفاحاً عظيماً من المكسيك وكولومبيا،كان نضالاً عظيماً من بلجيكا (إن ودعت أمام الأرجنتين) ومن كوستاريكا (إن كتبت النهاية أمام هولندا)، في النهاية الكبير كبير. ولكل مجتهد نصيب.
انتهاء العصر الكروي الممتع
في السبعينات من القرن الماضي بدأت الخطط الإيطالية تزحف على كرة القدم العالمية، وتحولت الكرة من المتعة والمهارة إلى اللياقة والتكتيك، والتكتل الدفاعي أصبح من سمات العصر حتى وصلت أسوأ صورها في كأس العالم 1990 حيث كانت نتيجة 1-صفر هي النتيجة المعتمدة لأغلب المباريات، والتكنيك الخنيق الذي يصيب المتابع بالشلل جراء متابعته كان هو السائد في أغلب المباريات. فمن خلال مباريات المونديال وضح تماماً أن البقاء للأكثر مللا، فالمنتخب الألماني ليس ممتعاً، ويلعب كرة قدم واقعية تميل للملل، وكذلك المنتخب الفرنسي، حتى البرازيل نجوم الصف الأول فيها من المدافعين وليس من خط الهجوم.. طبعاً باستثناء نيمار، حتى الأرجنتين ميسي يسجل ولا يمتع والفريق بالكامل ليس براقاً وإنما خافتاً يحقق المطلوب منه فقط، كذلك فرنسا التي ودعت، وهولندا تلعب بشكل تجاري وشوط واحد فقط وهو الثاني وإن كانت أمتعهم.. فهل بالفعل بدأنا عصر الملل الكروي؟

مواقع