بطل من سورية

عظمة شهيد


الإعلام تايم - نوار هيفا
تجف الأقلام، ويرتجف الكلام أمام عظمة الشهيد وتضحياته "اعذريني حبيبتي فسورية أولى" هي عبارات وحدت بين عريسين في الشهادة، كتوحيدها المصاب بين زوجتين، واحدة منهن لم يجف كحل عينيها من ليلة زفافها، والثانية اشترك صراخها من ألم مخاضها مع صرخة سورية على شبابها، الشهيدين "كنان محمد يوسف، سامي حسان محسن".
تروي لنا الزوجات الثُكالى قصة بطليهما فتقول سراً زوجة الشهيد كنان "لم يكن لكنان علاقة بالميدان من قبل، نظراً لطبيعة عمله كملازم أول حقوقي، ولانشغاله بمتابعة دراسته، لكن كنان أخبر قادته برغبته بالنزول إلى الميدان، لما كانت تشهده دمشق من تأزم في الوضع الميداني مؤجلاً تتمة دراسته لتستقر الأوضاع في سورية، كلف كنان بمهمة الى برزة في ريف دمشق لايصال معدات حربية للجنود في تلك المنطقة، في ناقلة للجنود مع عدد من العناصر كانت الطريق خطيرةً جداً لكن المهمة تمت بنجاح، وتمكن كنان من ايصال الامداد لرفاقه في تلك المنطقة.
تتابع زوجته "مضى على تواجد كنان في برزة أسبوع في اليوم السابع والعشرين لزواجنا كان كنان يخبرني بأن الجيش يتقدم في المنطقة وتحرير برزة أصبح قاب قوسين أو أدنى، باركت له وأوصيته بأن يتوخى الحذر، حينها قال عبارة لايزال يتردد صداها في مخيلتي "عندما تدخل الى قلبك رائحة الأرض في ساحة المعركة لا يخطر ببالك سوى فرحة النصر والعزيمة لإكمال المهمة مهما كان الثمن".
قالت زوجته "كعادته توجه صباحاً لمتابعة مهمته وأثناء تخطيه الطريق في عربته مع رفاقه استهدفهم الارهابيون بصاروخ، وأثناء محاولته الخروج من العربة المحترقة ومساعدة أحد رفاقه، تلقى رصاصة في رأسه أطلقها قناص من الارهابين فاستشهد على الفور.
في تفاصيل مشابهة تروي لنا سلمى زوجة الشهيد سامي قصة استشهاده فتقول "سامي كان حارس أمن في مطار دمشق الدولي، تعرض هو ورفاقه أكثر من مرة لهجوم من العصابات الإرهابية من جهة منطقة بيت سحم والغوطة الشرقية بريف دمشق، استشهد الكثير من رفاقه بسبب القذائف التي كانت تسقط على مدرجات المطار" تتابع سلمى "كلف سامي بمهمة أمنية داخل المطار، استمرت ثلاثة أيام لم نتواصل طيلة تلك الفترة، عند انتهاء المهمة، كلمني مساءً وأخبرني بقدومه في اليوم التالي وبلهفته لرؤية ولدنا الأول مع اقتراب موعد ولادتي، ومع ساعات الفجر الأولى بينما كنت أستعد لاستقبال مولودنا الأول اختلطت صرخة الحياة والموت، جاء نبأ استشهاد سامي فارق الحياة قبل رؤية ابنه، إثر تعرض المطار لقذفتين صاروخيتين من قبل الارهابين أدت لاستشهاد سامي وعدد من رفاقه، في نفس اللحظة التي نظر فيها ابننا نظرته الأولى للحياة نال شرفين شرف اسم والده وشرف شهادته".
الرحمة للشهيدين والصبر والسلوان لأهلهم وذويهم.
يذكر ان الشهيد كنان من مواليد 2991987 من محافظة اللاذقية منطقة جبلة استشهد بتاريخ 382013 في برزة متزوج وله ثلاث أخوة والشهيد سامي من مواليد 2441978 من منطقة مصياف قرية الزينة استشهد بتاريخ 352013متزوج وله ولد واحد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=10136