الإعلام تايم || لما محمود
سجل الاقتصاد الأمريكي انكماشاً مرة أخرى في الربع الثاني من العام .. الانكماش جاء بمعدل سنوي وقدره 0.6% ، مع ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض مستويات الإنفاق في خطوة تعتبر في كثير من الدول ركوداً اقتصادياً.
ركود طويل وبشع ولامفر منه!!
خبراء اقتصاديون أكدوا أن أميركا مقبلة، على ركود "طويل وخطير" بحسب وصفهم، ويرى البعض أن الانكماش الاقتصادي أمر لا مفر منه.
والركود هو انخفاض كبير في النشاط الاقتصادي ويدوم أكثر من بضعة أشهر، ويلاحظ عادة على مؤشرات الإنتاج والعمالة والدخل الحقيقي وغيرها، حيث سجلت أسعار البقالة والبنزين والسلع الأساسية الأخرى زيادة بأسرع وتيرة لها منذ عام 1981.. في حين تلقت أميركا هذا الأسبوع 193 ألف طلب إعانة بطالة .
كما تراجعت سوق الأسهم الأمريكية منذ بداية العام، وشركات عملاقة في قطاع وسائل التواصل الاجتماعي مثل شركة "ميتا"، مالكة فيسبوك وإنستغرام، وشركة صناعة السيارات "جنرال موتورز"، جميعها تحدثت عن خطط تهدف إلى إبطاء التوظيف، كما أعلنت بعض الشركات الأخرى، وخاصة في قطاع العقارات، عن تقليص في الوظائف.
ارتفاع معدلات الفائدة سبباً في تدهور الاقتصاد!!
وحسب خبراء في الاقتصاد العالمي فإن الولايات المتحدة مهددة بمواجهة "ألم" اقتصادي كبير بسبب أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي فقد مصداقيته في محاولاته لكبح التضخم ورفع أسعار الفائدة بشكل مستمر ، الذي يؤدي إلى عرقلة عمليات التنمية ويقلص عدد الوظائف وهو ما يعني زيادة مستمرة في أسعار السلع والمنتجات وارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ نمو الناتج المحلي، وأخيرًا تضخم كبير مصحوب بركود اقتصادي أكبر.
وهذا التضخم وارتفاع معدلات الفائدة كان سبباً في تدهور مقلق للاقتصاد وخاصة في سوق الإسكان التي كانت مزدهرة سابقاً.
في حين قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه لن يتردد في إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، طالما أن ذلك سيؤدي إلى خفض التضخم. ومع استعداد البنك المركزي الأمريكي لإظهار أنه لن يتوانى عن عزمه على خفض الأسعار، فمن غير المرجح أن تكون العملية سلسة، وإذا رفع أسعار الفائدة أكثر من اللازم، فقد يغرق الاقتصاد في حالة من الركود، أما إذا رفعها بمقدار ضئيل للغاية فيستمر التضخم في الارتفاع.