الاعلام تايم _ رشا غانم
يوم الخميس، هو يوم مثل غيره من الايام.. لكن هو مختلف بالنسبة لـ"نور"، يوم تنتظر قدومه بفارغ الصبر لترى من استمدت منه نورها بكل ماتعنيه الكلمة، "يوم بشوف فيه بابا" وبنام على صدره لأنهي تعب وألم أسبوع كامل مثقل بالهموم، أبوها المقاتل المدافع عن عزة الوطن، المشارك في حماية تراب الوطن من غدر وخيانة الخائنين ، وعدو يتربص بسورية من كل جانب.
هو يوم استثنائي تتحضر فيه عائلة مهيوب لاستقبال رأس الهرم في أسرتها، بأطيب المأكولات، وكل الاشياء التي يحبها ليأخذ قسطاً من الراحة في الساعات القليلة التي يقضيها بين أفراد العائلة، أما نور فقد أدمنت رائحة التعب الذي ينفض غباره برؤيتنا مجتمعين ننتظر لحظة الصوت والرائحة والنظرة التي تسبق دخوله الى البيت.
" شفت بابا مبارح بالمنام، حلمت فيه عم يعانقني ويقلي يا بابا شو ما صار بدي تكوني قوية، بدي تكوني قد الحمل تهتمي بأمك بغيابي وديري بالك ع أخوكي وعيلتك، بدي كون فخور فيكي مثل العادة".
كلمات خرجت مع شهقة تلتها غصة، وأنفاس تتلف الأعصاب، ترافقت مع دموع متواصلة، حزناً على فراق وفقد الاحبة، إنه عمود البيت، تقول نور ابنة الشهيد البطل اللّواء الرّكن، منذر صالح ميهوب.
وأضافت نور .. "هالمرة مو متل كل مرة حسيت وكأنو بابا عنجد عم يحضني وكأنو جنبي وكأنو معي، وبكره بس يجي بابا بدي قلو هالحكي بدي قلو يا بابا حلمت فيك وحسيت فيك وبدي قلك أنو أنت أغلى شي بحياتي وأنا بوعدك رح ضلني قوية شو ماصار.. بس أنا لهلأ ناطرة ليرجع واحكيلو!!!!".
هذا الخميس للأسف لم يكن كغيره، لم يكن الاب كعادته بلباسه العسكري المليء برائحة التراب والتعب، هذا الخميس جاء والعلم السوري يلفه، لقد وعد ووفى، لن يهنأ لي عيش والإرهابيون يخربون بلدنا.. لقد عاهد وصدق ونال ما تمنى، إنها الشهادة، وشرفنا باستشهاده ونيله هذا اللقب العظيم.
اللواء البطل تدّرج في مرتبات الحرس الجمهوري كقائد كتيبة حيث دافع عن الوطن في مناطق ريف دمشق، دوما، حرستا وعربين ومن ثم انتقل إلى الفرقة الخامسة وهناك خدم الوطن في درعا وسُطر له قصص بطولية وأخيراً تسلم الشهيد رئيس أركان الفيلق الخامس اللواء الثالث "لواء الاقتحام"، حيث كانت آخر ملاحم البطولة للشهيد وروى بدمائه الطاهرة ثرى الوطن في أثريا بريف حماة يوم الأربعاء 19-7-2017 ميلادي الموافق 25 شوال 1428هجري عن عمر يناهز54 عاما، ووري جثمانه الطاهر في مسقط رأسه في قرية الحويز-مدينة جبلة- محافظة اللاذقية.
الشّهيد هو خليل الله.. حبيب الله.. وهو حي عند ربه يُرزق.. ففي بلدنا سورية منّ علينا الله بعظمة الشّهادة والشّهيد، ليتوق المدافعون عن سورية الى هذا الشرف الذي به حمى الشهيد بلدنا وصان عرضنا ومنع كل مخرب من أن يدنس ترابنا الغالي.
الشهيد منذر ميهوب لروحك السلام والخلود لشهداء سورية الابرار.