الإعلام تايم- نوار هيفا
إذا كان الله معك فمن عليك كلمات خصت بطلاً أصبح الآن شهيداً، الشهيد البطل وسيم هاني حربا، لم يتحمل أن تجرح سوريته، حاله حال زهور بلدنا.
وسيم لم ينتظر صوت وطنه، استعجل التقدم تاركاً عمله كمخلص جمركي في الطرود البريدية، ودراسته في السنة الأولى إعلام. عرفه أهل الحي عنيداً إذا صمم أنساه واجبه أنه زوج لحبيبة كانت تراه الأب والأم والصديق.
اختار وسيم العمل الفردي في بداية الأحداث في سورية قبل انتسابه إلى تنظيمات شعبية فكان يخرج لحراسة شوارع الحي مع جيرانه، وبعد تنظيم عمله شارك في المعارك جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري في قرى إدلب وحلب ودير الزور ودمشق وريفها.
شهد الأحداث الأولى التي جرت في بلدة قدسيا ونجا من التفجير الذي تعرض له هو ورفاق السلاح أثناء قيامه بحراسة المدنيين الآمنين عند خروجهم من الصلاة يوم الجمعة.
ذكرت زوجته أنها لم تكن تراه إلا نادراً، من الأحاديث التي كانت تدور بينهما عندما كانت توصيه بأن يتوخى الحذر كان جوابه دائماً "لاتخشي من شيء كتبه الله لك فهو قدر ونحن نؤمن به".
كان حريصاً أن لا تعلم والدته بعمله أو مهماته خوفاً على قلبها المتعب من اللهفة، فأخوته الثلاثة الأخرين كانوا أيضاً في ساحات المعارك المشتعلة وكان هو المدني الوحيد في الأسرة. " كان يوصيني دائماً بأولاده ويتمنى أن يصبح ولده جندياً محارباً في الجيش العربي السوري"، قالت أرملته. حرص على تسمية ابنته "آس" لتكون آس النصر الذي سيكلل سورية. ذكر لنا شقيقه موقفاً تعرض له وسيم أثناء قيامه بمهمة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، "تكلم معي في ساعة متأخرة وطلب مني احضار سيارته الخاصة لمكان قريب من تواجده وعندما سألته عن السبب أجابني بأن الذخيرة بدأت بالنفاذ ونحتاج لإمداد رفاقنا في الداخل وما من وسياة تسعفنا، فأحضرت السيارة ونقلنا الذخيرة سوياً بحسب خبرتي كجندي في الجيش العربي السوري".
تعرض الشهيد لمحاصرات دامت أيام دون طعام أو شراب في مناطق بريف إدلب. نجا بقدرة الله أحد رفاقه الذين نجوا قبل نهار واحد من استشهاد وسيم، قال: "بمساعدته استطعنا تحرير كتلة كانت عصية في منطقة سقبا بريف دمشق، كان زخ الرصاص علينا كالمطر تقدم مع عدد من الرفاق، وأمن لنا الطريق بالرشاش وتعرضت يومها لإصابة بخاصرتي، قام وسيم بسحبي من ساحة المعركة وتابع تقدمه، قائلاً: "سنحرر الكتلة اليوم" وبالفعل احتفلنا في اليوم الثاني بشهادته وتحرير الكتلة.
استشهد وسيم وهو يتقدم بعربته ليحمي بهيكلها أجساد رفاقه حتى يصلوا إلى الهدف، وهو يحمي رفاقه جاءته طلقة قناصة في عموده الفقري من الجهة العليا للرقبة اخترقت النخاع الشوكي وفارق الحياة في ساحة المعركة.
يذكر أن الشهيد من مواليد 831980 من محافظة اللاذقية، رويسة بدرية، من قرى القرداحة. متزوج وله ولد وابنه "حمزة وآس" استشهد بتاريخ 1662012 ومازالت زوجته تنتظر إلى الآن وثيقة استشهاد زوجها وكان هذا طلبها الوحيد. للشهيد الرحمة ولرسالتهم الخلود...