الإعلام تايم// رقية ملحم
اعتادت الصين أن تتخذ سياسة الحياد والنأي بالنفس حيال أغلب الصراعات العالمية.. هذه السياسة المحايدة منحتها مكاسب عديدة سواء اقتصادية أو سياسية.. اليوم ومع انفجار الصراعات في المجتمع الدولي ظهر دور الصين السياسي والدبلوماسي في العالم كصانع للسلام عن طريق عدد من المبادرات والحلول التي اقترحتها منها مبادرات لحل الأزمة في روسيا وفي ليبيا والسودان مؤخراً ولعل أبرزها المصالحة الإيرانية السعودية من أجل استئناف العلاقات المقطوعة بين البلدين ورغم أن أغلب الخبراء السياسيين راهنو على فشل المصالحة لكن هذه السياسة الحكيمة منحت الصين مكانة مرموقة بالمجتمع الدولي مما يؤكد أن نفوذ الصين السياسي متجه نحو التزايد في العالم كصانع سلام عكس الولايات المتحدة صانعت العراقيل في أي مبادرة أو تسوية وذلك ليس غريب على الصين ذات الجذور التاريخية و الحضارية العريقة ومن المعروف عنها منذ القدم أنها إمبراطورية دفاعية وليست إمبراطورية توسعية كما غيرها .
الصين تسيطر على العالم وتطيح بالدولار
يقول الكاتب "مارتن جاك " في صحيفة" ذي تايمز" إن حجم الاقتصاد الصيني عام 2025 سيتجاوز الاقتصاد الأميركي وسيتضاعف عام 2050 فقوة الاقتصاد الصيني قد تطيح بالدولار الأميركي هذا الأمر زاد من تدهور العلاقة الصينية الأميركية وزاد في حدة المنافسة الأميركية الصينية التي بدأت بشكل علني مع إعلان الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب الحرب التجارية ضد الصين وسار بايدن على خطى سلفه واضعاً الصين في خانة العدو الأول الأخطر، وذلك بسبب خطواتها المتسارعة اقتصادياً وعسكرياً، حيث أصبحت معاداة الصين إحدى القضايا التي يتفق عليها الحزبان الرئيسيان في أميركا الديمقراطي والجمهوري.
الصين شريك موثوق لسورية
كانت الصين ومازالت ترفض وبشكل دائم ، التدخل الأجنبي والعقوبات الأحادية الجانب على سورية وتدعو إلى رفعها ؛ وقد ساعدت جهود بكين في تذليل العقبات و استئناف العلاقات بين الرياض ودمشق وعودة سورية إلى جامعة الدول العربية وتسريع وتيرة إعادة الإعمار وفي دعوة السيد الرئيس بشار الأسد منذ أيام إلى بكين تأكيد صيني على وجود الصين كـقوة مناهضة للولايات المتحدة الأميركية وند قوي يقف في وجه الولايات المتحدة ويتحدى جميع الإملاءات الأميركية وشريك موثوق لسورية وشعبها الصامد .
وإزاء زيارة الأسد للصين يتقصى السوريين مساهمة بكين بفك الحصار الأميركي على سورية ؛ باعتبار الصين القوة الاقتصادية الكبرى في العالم ورغم أن السوريون لايؤمنون كثيراً بالأساطير إلا أنهم مؤمنين بأسطورة التنين الصيني المعروفة في الفلكلور الصيني ويرون في" التنين الصيني" واقع لا أسطورة و شريك موثوق لسورية ويرحبون بحضوره على أراضيهم التي امتلأت بالنار ، ليساهم معهم يد بيد بنفض الغبار عنها وينعش الوضع الاقتصادي فيها عبر ضخ الاستثمارات وتنفيذ المشاريع.
أخيراً.. زيارة السيد الرئيس الأسد جاءت لتقول للعالم أن سورية ماضية في خطها السياسي وتحالفاتها الدولية مع الأصدقاء الموثقيين الذين سيبقون مع سورية وشعبها يد بيد وينقلونها من الدمار والحصار إلى البناء والتنمية.