الإعلام تايم _ لبانة علي
كثيراً ما كنا نسمع عند انتهاء العام الدراسي عن النوادي الصيفية التي تقيمها المدارس في العطل الصيفية لتلاميذها، حيث كانت تعمل هذه النوادي على رعاية الأطفال من خلال نشاطات ترفيهية وتعليمية وتربوية هادفة تنمي قدرات الطفل ومواهبه ، وكانت منظمة طلائع البعث تشرف على هذه النشاطات بالتعاون مع وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات كافة.
اليوم انطفأت شعلة تلك النشاطات بسبب ظروف البلاد التي لا تخفى على أحد، ما دفع بالأهالي إلى البحث عن سبل أخرى تستقطب أبناءهم في العطلة الصيفية لعدة أسباب منها، أن يكون والدا الطفل موظفين وبحاجة لمكان آمن يقضي فيهما طفلهما ساعات مفيدة ريثما يحين موعد عودة أحدهم إلى المنزل.
"جنيا" أم لفتاتين صغيرتين قالت لموقع "الإعلام تايم" أنا موظفة وزوجي يعمل تاجر، قررت وضع ابنتاي في العطلة الصيفة بنادي صيفي لتعليم "الباليه" تلبية لرغبتهم ، ولكن صعقت عندما قيل لي أن قيمة الاشتراك لكل بنت 6 آلاف ليرة سورية ماعدا قيمة اللباس الخاص وكلفته 7 آلاف ليرة سورية، وإلى جانب ممارستهم لرقصة "الباليه" ، اضطررت أيضاً تسجيلهم في باقي الأيام بمعهد لتقوية لغتهم الانكليزية والفرنسية وحساب ذهني، كلفة كل مادة 20 ألف ليرة ماعدا درس الحساب الذهني كلفته 24 ألف ليرة سورية والكتب بــــ30 ألف ليرة سورية، وكل ذلك لكي أذهب إلى عملي وأنا مطمئنة بأن أولادي في أيدٍ أمينة.
"منار" وهي أم لطفل وطفلة تحدثت لنا أيضاً، أن مدرسة أولادي الخاصة تقيم نادي صيفي وكلفته 30 ألف ليرة سورية لكل طفل يعني 60 ألف ليرة سورية فقالت: " لست مستعدة لتسجيلهم ..فأنا لا أملك مصدر دخل كافٍ "...
وعن سؤالنا لبعض الأهالي عن أهمية النوادي الصيفية حدثنا "أبو زين" قمت بتسجيل ابني بأحد النوادي الصيفية ورافقته عدة مرات، فلم أجد سوى مضيعة للوقت بأشياء تافهة ريثما تنتهي حصة التدريب في هذه اللعبة أو تلك، ففي كرة القدم مثلاً يقوم مدرب واحد بجعل الأطفال يركضون لبضع دقائق ومن ثم يلقي بكرةٍ اليهم ليقوموا باللعب وحدهم، فيما يجلس هو بغرفته ريثما ينتهي وقت الحصة التدريبية ، فأي فائدة جناها الطفل في هذا النادي ...! فيما كانت الدورات الصيفية التي تقيمها المدارس تصقل موهبة الطفل وتنميها، من خلال زجهم في مسابقات كرواد الطلائع والبطولات المدرسية، وكثيراً منهم أصبح ذو شأنٍ رفيع عندما شبّ وكبر.
ما كان يحصل عليه الطفل في الأمس بات صعب المنال اليوم في ظل غياب الدور الفاعل للمؤسسات والمنظمات الرسمية والشعبية، وعجز المراكز والنوادي عن استيعاب جميع الأطفال من مختلف الشرائح والأعمار، ما يضطرهم لرفع رسوم الاشتراك في النوادي الخاصة للحصول على الأعداد المطلوبة بأعلى الأسعار.
فأين تلك النوادي الصيفية التي كانت تتبناها المدارس صيفاً ..؟ وأين منظمة طلائع البعث ونشاطاتها الواسعة.؟ لماذا لا يكون هناك رقابة على رسوم الاشتراك في النوادي الخاصة من قبل الاتحاد الرياضي العام ..؟ أم أن حق اللعب بات محصوراً بأناس دون غيرهم...؟؟!