الاعلام تايم - افتتاحية
كانت المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري على مدى سنوات توطئة للحرب الكبرى التي يدور أحد فصولها في الشمال حالياً.. أيام ماضية حملت ساعاتها معارك عنيفة وقاسية، يخوضها رجال الجيش على محاور أرياف إدلب وحلب، لا يواجهون الذراع فحسب؛ بل خرج فيها الجسد الإرهابي بكامله إلى العلن، النظام التركي الذي وجه مرتزقته بزعامة الإرهابيين خاصة النصرة والتركستاني على خطوط الاشتباك الجديدة، يجد نفسه الآن محاصراً في دائرة من نار خاصة بعد تقدم الجيش العربي السوري في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وفي سهل الغاب الشمالي الغربي غرب حماة.
يتصرف أرودغان وكأنه يحوز رضا العالم أجمع، خساراته المتوالية السياسية منها والعسكرية أفقدته صوابه، وبات يتخبط في دماء جنوده وغضب ذويهم، كانت خطته بعض الوقت لتحشيد لوجستي في إطار عملية عسكرية واسعة في إدلب، واستجداء الغرب، من خلال الطلب من أميركا نصب صواريخ باتريوت ومن الناتو عوناً عسكرياً وآخر سياسياً من الأوروبيين، لكن الصفعات ضربت وجهه تباعاً، وبات وحيداً في أتون حماقة لم يتوقع نتائجها التي تبدو كارثية حتى اللحظة، يمضي أردوغان في حماقته معتلياً صهوة الغطرسة فاقداً كل معايير المنطق والفكر، ويواصل بذلك توريط بلاده أجمعها في حربه غير الشرعية، التي لن تعود عليه إلا بمزيد من الضحايا والخسائر، وداخل ناقم ربما سيشعل موجة غضب تذكر بمنتصف العام 2016، وفي النهاية يذعن أردوغان إلى النتائج الحتمية، وينساق إلى المفاوضات – التي تبدو السبيل الوحيد لتفادي الحرب – متسربلاً بدماء جنوده وحنق شعبه.