المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ترامب يطالب بعدم إدخال المسلمين إلى أميركا .. نتنياهو يمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، كما يمنع أهالي القدس من مدينتهم ويقف حائلاً لمنع قيام الدولتين .. وتركيا تقتحم أراضي العراق ويصر رئيسها على عدم الانسحاب، وسورية على حال من الفوضى، جيوش من الإرهاب تتحرك باسم دول ما زالت تراهن على التغيير والإطاحة .. وليبيا مأكولة بـ "داعش" وغيرها، واليمن حلم التاريخ الموغل تئن على وقع الضربات، العالم يتفرج، وإذا أراد ثأراً لذاته فبضعة صواريخ من طائراته، ثم نوم هانئ في عسل الأيام بانتظار إرهاب آخر، ثلاث غارات قامت بها الطائرات الفرنسية لم تفرح قلب الفرنسيين، ومثلها الطائرات الحربية البريطانية، عالم يتحدى بالكلمات، ببعض النخوة المفقودة لديه ثم صمت مطبق.
فمن أعطى ترامب حقاً في تكبير الصرخة ضد المسلمين، ومن جعل نتنياهو يتمسك بمواقفه، ومن ومن غير الضعف العربي، لايكفي أن تكون السماء صافية كي نتمسك بحسن الطبيعة وإحسانها، هنالك بلاد ستورث لأجيالها فما ينفعها انعدام القوة العربية والبعثرة المصاحبة لها، الإصرار على الفطرية كشرط لحب الوطن والباقي من الأوطان سلام عليها، كلما أرادت دولة غربية أظهار نواياها، تتحرك في المنطقة العربية وتقدم عرضاً أمام أبنائها والعالم، تحول الشرق الأوسط إلى حقل تجارب صحيح أن الولايات المتحدة جعلته منذ زمن مناخها الذي تكبر من خلاله وتؤثر على الآخرين من خلاله، لكن الآخرين اكتشفوا اللعبة فصاروا من روادها واستباحونا بأقذر الطرق وأكثرها ترويعاً للمستقبل.
ترامب لا يخشى ما قيل له وما سمعه من موقف الرئاسة الأميركية من أن أقواله خطر على الأمن القومي الأميركي، مثل هذا النوع المسلح بمثل تلك الأفكار لا يهاب عرباً يعرفهم تمام المعرفة وله فيهم نماذج وأدلة، أما نتيناهو فليس غريباً أن يتمادى في تطبيق نظرته إلى الواقع.. الدولة الفلسطينية ممنوعة برأيه، وحتى الحلم الفلسطيني مرفوض، وما دام الفلسطيني لا يملك القدرة على فرض الدولتين أو الدولة المجاور لدولة، فليس له سوى الصمت، ومع أيام هذا الصمت تتنامى دورة حياة لن يقدر عليها الفلسطيني لأن فلسطين التاريخية ماعادت سوى أشبار والباقي حلم لانفع فيه ومنه.
سلام على أوطان فقدت إمكانية حياتها لأنها استصغرت قامتها أمام الآخر .. لو أنهم يفعلون كما يفعل الجيش العربي السوري لتغيرت المعادلة، هذا الجيش تنبض فيه أفكار أوسع من المساحة التي يتحرك عليها، لديه أرض مرسومة على الورق، لكن أفقه لايحد .. اسمه عربي سوري، إلا أنه معادلة قومية أوسع من بلاد الشام أيضاً، بمثل هذا الفضاء يتحرك جيش عربي، فيما يلتزم الفلسطيني بمعاهدة ضرب بها "الإسرائيلي" عرض الحائط رغم توقيعه عليها.
وسلام على أوطان كل من برر لنفسه أن يمسها فعل دون حساب .. وهل يحاسب من لا يملك من قدرات حماية النفس سوى الاسم فقط.
فلماذا نغضب من ترامب ومن نتنياهو ومن تركيا ومن آخرين، طالما أن السماح بهذه الاستباحة يحصل في أية ساعة، مشرق ينام أكثره على جوع قديم يقبل بأن يقال عنه إنه من صرع كل وجود تقدمي ووطني وقومي في بلاد العرب، ثم يقولون بلاد العرب أوطاني.
الإعلام تايم