تحدث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن منذ أيام عن استعداد كييف للتفاوض، فهل كان حديثاً عادياً أم أنه إعلان سياسي؟
وفي هذا كتب الكاتب فلاديمير كوجيمياكين في مقال نشرته صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية تحت عنوان "ستارة للتسليم"، وقال إن بلينكن وصف في الوقت نفسه وحدة أراضي أوكرانيا بـ"الشرط العادل" لإنهاء الصراع. وأضاف أن السلطات الروسية إذا أبدت "اهتماماً"، فإن الأوكرانيين "سيكونون أول من ينضم" إلى المفاوضات والولايات المتحدة "ستأتي وراءهم مباشرة".
ونقل الكاتب عن سيرغي فيودوروف الباحث في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن هذا بيان سياسي بحت، دون أي تفاصيل أو آفاق. لقد قال ذلك لملء الفراغ الناجم عن توقف "الهجوم المضاد" الأوكراني. ربما من أجل إعداد الأوكرانيين بطريقة ما للبحث عن حل وسط بشكل أكثر عقلانية ومن دون تخيلات، استناداً إلى تطور الأحداث على الجبهة في المستقبل.
وقال الكاتب: أعطى جيش الناتو أوكرانيا ستة إلى سبعة أسابيع أخرى للهجوم، قبل أن يبدأ ذوبان الجليد. وبعد ذلك، سوف يضطر الأوكرانيون بطريقة أو بأخرى إلى الموافقة على خسارة الأراضي المعروفة. وفي الوقت نفسه، سوف تتنصل الولايات المتحدة من أي مسؤولية عن ذلك، وتكرر أن من المفترض أن "الأوكرانيين أنفسهم يجب أن يقرروا ما هي التنازلات التي يجب عليهم تقديمها" شكل من أشكال التغطية لسلوك الأميركيين. وإذا مارست الولايات المتحدة الضغوط على أوكرانيا وأجبرتها على الاعتراف بالوضع الحقيقي للأمور، فإن نظام كييف سيغير خطابه ويتحدث عن المفاوضات.
وأكد الكاتب أن تصريح بلينكن الحالي عبارة عن ستارة يجري خلفها اتخاذ قرارات واقعية تستند إلى الوضع في ساحة المعركة.