حجر الأساس لحلف جديد في المنطقة تضعه قمة النقب المنعقدة جنوب فلسطين المحتلة، بعد قمم انعقدت في الأيام الخمسة الماضية في كُل من النّقب وشرم الشيخ، والعقبة، وكان كيان الاحتلال اللاعب الأبرز بشكل مُباشر أو غير مباشر، ويرى عبد الباري عطوان في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن الهدف من تلك القمم تتويج الكيان زعيماً للمنطقة، وتأسيس "حلف ناتو" عربي - إسرائيلي على أرضية اتفاقات (سلام أبراهام) قديمها وحديثها.
وقال عطوان: تؤرخ القمة الأخيرة في النقب لاحتضان عربي رسمي علني للاحتلال على الصعد كافة، وربط أمنه، ووجوده، بالحكومات العربية المشاركة في هذه القمة في مواجهة محور المقاومة دون أي خجل أو حياء، أو الحد الأدنى من قيم الكرامة وعزة النفس.
وأضاف الكاتب: أن تستمر قمة النقب يومين، فهذا يعني أن هناك جدول أعمال لميثاق تحالف معد بإحكام، ومعاهدة دفاع مشترك، وخطة عمل ميداني أمني عسكري، محكمة الإعداد برعاية أمريكية، وهذا يعني الوقوف في الخندق الأمريكي في حرب أوكرانيا وفي مُواجهة روسيا، وهذه مقامرة كبرى محفوفة بالمخاطر، وغير مضمونة النجاح.
وتابع الكاتب: هذه القمة وأجنداتها، تضع حجر التأسيس لحلف "الناتو" العربي الإسرائيلي الجديد، وتفتيت الوطن العربي، ودفن الجامعة، ومؤسسة القمة العربية، ومعها قضية فِلسطين وعروبة مدينة القدس، وتبني المشروع الصهيوني بالكامل، وإعطائه دفعة جديدة من الحياة بعد أن دخل مرحلة الاحتضار معنوياً وعسكرياً بعد حرب "سيف القدس" الأخيرة، في ظل تعاظم قوة محور المقاومة، وامتلاكه أسبابها الصاروخية الدقيقة المدعمة بالطائرات المسيرة التي همشت سلاح الجو، والتفوق النوعي العسكري الإسرائيلي.
وختم عطوان: تنصيب الاحتلال الإسرائيلي زعيماً لحلف "الناتو" الإقليمي الجديد إثم وخطيئة كُبرى، وهذا الحلف لن ينجح في مواجهة إيران ومحور المقاومة، ولن يبدد قلق الدول الأعضاء فيه، أو يوفر الحماية لها، بل ربما سيؤدي إلى تفاقمه، وتعريض الدول الأعضاء لأخطار أمنية أخطر، وبالتالي زعزعة استقرار أنظمة الحكم فيها... حلف "الناتو" بمعداته وعدته لم ينتصر في أفغانستان والعراق وسورية، ولهذا فإن وليده الإسرائيلي العربي "المسخ" لن يحمي الاحتلال وشُركاءه في "سلام أبراهام".